الجانب المفقود في تاريخ المثلث: لماذا ينبغي على مصطفى محمد البقاء في أوروبا؟

الجانب المفقود في تاريخ المثلث: لماذا ينبغي على مصطفى محمد البقاء في أوروبا؟

 

 

 

 

مثله الأعلى عمرو زكي، ورباه والده على محبة حسام حسن، ويعشق ديديه دروجبا وصامويل إيتو وواين روني.

هكذا كانت نشأة مصطفى محمد مع كرة القدم، والذي فرض اسمه بقوة على تشكيل منتخب مصر ووضع نفسه بين أبرز مهاجمي الدوري الفرنسي خلال السنوات الماضية، والتي سبقتها تجربة جيدة مع جالاتاسراي التركي، وأثبت خلال تجربتيه قدراته الفنية وإجادته مختلف طرق اللعب والأدوار التي أسندها له مدربيه.

 

تجربة مصطفى محمد الاحترافية مثلها مثل نظيراتها مرت بلحظات صعود وهبوط، فرأيناه يفجر الشباك بأهدافه الصاروخية، وأيضًا رأيناه يدفع ثمن مواقفه الشخصية ورفضه الانصياع لحملات دعم المثلية الجنسية، وتحمل الهجوم عليه دون شكوى أو حديث.

والآن ورغم الحديث عن مفاوضات الأهلي لضم مصطفى محمد لصفوفه، وإكمال عقد “فريق الأحلام” واستغلال قلة مشاركاته وانخفاض نجمه في الموسم الأخير، نحدثكم في السطور الآتية عن الأسباب التي يجب أن يتبعها مصطفى محمد للاستمرار في أوروبا.

واحدًا من أهم الركائز التي يمكن الارتكان لها في تقييم تجربة لاعب محترف بالدوريات الأوروبية، هي قابليته للتطور والتعلم وتطوير مستواه، فكرة القدم تزداد تعقيدًا يومًا تلو الآخر، وتتزايد التفاصيل وتتركب المهام المسندة لكل لاعب.

المزايا الفنية والتكتيكية لمصطفى محمد إبان وجوده في الدوري المصري كان من الممكن اختصارها في بعض الجمل البسيطة، فهو مهاجم ذي بنية جسمانية قوية، طويل ويجيد ضربات الرأس والتهديف داخل منطقة الجزاء بامتلاكه حس التواجد في المكان المناسب للتسجيل. مهاجم كلاسيكي “رقم 9” كمثله الأعلى حسام حسن والذي كان أحد أفضل مهاجمي عصره.

وساهمت إدارة نادي الزمالك في تطور مستوى مصطفى محمد بخروجه معارًا لطلائع الجيش وطنطا للحصول على أكبر عدد دقائق ممكن واكتسابه خبرات المشاركة وتعزيز ثقته بنفسه والتكيف على ظروف اللعب المختلفة ذلك بجانب تطوره الذهني والتكتيكي والذي كان مصطفى حريصًا عليه في مختلف مراحل مسيرته وخاصة في فترته مع الزمالك.

قابلية مصطفى محمد للتطور والتعلم جعلته واحدًا من أفضل المهاجمين داخل إفريقيا، خاصة أنه نجح في استغلال قدراته البدنية في الفوز بالصراعات الهوائية والبدنية مع المدافعين بجانب حس المهاجم الذي دفعه للتواجد في المناطق الصحيحة دائمًا.

في بداية مسيرته عانى مصطفى محمد من إهدار الفرص، وهنا عمد إلى التدرب أكثر  بشكل منفرد لتطوير قدراته في إنهاء الهجمات والتمركزات الصحيحة داخل المنطقة وإجادة التسديد بكلتا القدمين، وهو ما ظهر على مستواه مع الزمالك ومنتخب مصر وأهله للاحتراف الأوروبي.

مصطفى محمد لم يترك الفرصة من يديه وواصل التطور الهجومي والتكتيكي، ويومًا بعد الآخر قدم مستوى مميز في الدوري التركي والفرنسي، فمصطفى الذي كان معروفًا عنه إجادته لضربات الرأس فقط، رأيناه يسدد من خارج منطقة الجزاء وينفذ ركلات حرة ويراوغ المدافعين داخل المنطقة ويسجل بالقدم الضعيفة بل ويتنافس على لقب هداف الدوري الفرنسي.

استمرار مصطفى محمد في الدوري الفرنسي هو الحل الأمثل بالنسبة له، فإذا كان يريد الاستمرار في التطور عليه التشبث بفرصته ومواصلة مغامرته في “الليج آ” لموسم آخر قبل الانتقال لدوري آخر، إذ أن الدوري الفرنسي واحد من أفضل الدوريات التي يمكن لمهاجم أن يتطور مستواه بها، وذلك لتقارب مستوى الفرق والتنافسية العالية بينهم طوال الموسم، وهو ما يؤهل مصطفى محمد لاستعادة الحلم مرة أخرى والتطلع للانتقال للدوري الانجليزي.

كما يساعد الدوري الفرنسي على تطور اللاعبين ذهنيا وتكتيكيًا لكونه واحدًا من الدوريات التي تعتمد على السرعة والقوة، وهو البوابة التي عبر منها الكثير من المهاجمين العرب والأفارقة للتألق في أوروبا، كما أنه يمكن اعتباره من الدوريات الهجومية ومدرسة مهمة لصقل مواهب المهاجمين وتأهيلهم للعب في أوروبا.

 

إصرار مصطفى محمد – حتى الآن- على الاستمرار في أوروبا نابع من ارتباطه الذهني بحلم تكرار تجربة محمد صلاح، قائد المنتخب ونجم ليفربول، والذي استطاع إثبات قدراته وفرض اسمه بقوة على ساحة كرة القدم العالمية بعقليته المختلفة وقدرته على اتخاذ القرارات الصحيحة، وإزداد الطموح بانضمام عمر مرموش لمانشستر سيتي وإعادة إحياء الحلم مرة أخرى في مصطفى محمد، والذي لديه الإمكانيات للمنافسة في الدوري الانجليزي واللعب في مستويات متقدمة من كرة القدم في ظل استمرار تطوره.

ولعل من المواقف التي يمكنها تمثيل عقلية مصطفى محمد هو قرار رفضه ارتداء شارة المثلية الجنسية، والصمود أمام كل الانتقادات والهجوم الذي تعرض له، وكذلك احتفاظه بثباته وتماسكه في ظل الأزمات التي عاشها في الفترة الأخيرة مع مدربه بنانت.

ولكن المرحلة المفصلية في مسيرة مصطفى محمد هي الطريقة التي سيعمل بها مع العروض المقدمة له أو محاولات الانتقال والتسويق، فهو يحتاج لوكيل أعمال لديه علاقات وطيدة مع الأندية الأوروبية وبإمكانه جلب عروض تسويقية له، ومساعدته على اتخاذ قراراته الحاسمة بشكل مناسب لعقليته وطموحاته. 

 ولهذا فإن استمرار مصطفى محمد في الدوري الفرنسي سيكون الاختيار الأمثل له خلال الوقت الحالي حال لم يصل له عرض مناسب يساعده على استعادة مستواه والتطور من جديد، وإكمال مثلث التاريخ “صلاح، مصطفى، مرموش”.