مواجهة الـ 40 مليون دولار: من سيربح التنافس بين تشيلسي وباريس سان جيرمان على لقب كأس العالم؟

مواجهة الـ 40 مليون دولار: من سيربح التنافس بين تشيلسي وباريس سان جيرمان على لقب كأس العالم؟

تتجه الأنظار مساء غدا الأحد نحو ملعب ميت لايف ستاديوم بولاية نيوجيرسي الأمريكية، حيث نهائي كأس العالم للأندية بين تشيلسي الإنجليزي وباريس سان جيرمان الفرنسي، في مواجهة تجمع بين مشروعين كرويين يملكان مقومات مختلفة، ويشتركان في الطموح الكبير لتحقيق اللقب العالمي.

 

وتُقام المباراة في تمام العاشرة مساءً بتوقيت القاهرة، وتحظى بأهمية مضاعفة، بخلاف كونها نهائي مونديالي مرتقب، إلا أن العوائد المادية تلعب دورًا بارزًا في أهميتها، حيث سيحصل الفائز على مبلغ 40 مليون دولار أمريكي، ليحصد الفريق المُتوج بالمونديال إجمالي 125 مليون دولار، وهو مكسب رائع على الصعيد المادي.

 

وبينما يبحث تشيلسي عن لقبه الثاني في البطولة بعد نسخة 2021، يسعى باريس سان جيرمان لوضع اسمه في سجل المتوجين باللقب العالمي للمرة الأولى، وإنهاء الموسم بخماسية تاريخية.

 

وتأهل تشيلسي إلى نهائي كأس العالم للأندية 2025 بانتصاره على فلومينينسي البرازيلي بهدفين دون مقابل في نصف النهائي، ويمكن القول أن مسار النادي اللندني وصولًا إلى المباارة النهائية كان أسهل بوضوح من مسار باريس سان جيرمان بطل دوري أبطال أوروبا، الذي اكتسح ريال مدريد الإسباني برباعية نظيفة في الدور السابق.

 

على الرغم من أن التوقعات لم تكن تصب في صالح تشيلسي قبل انطلاق البطولة، فإن الفريق الإنجليزي قلب المعادلة تحت قيادة المدرب الإيطالي إنزو ماريسكا، الذي يقترب من ختام موسمه الأول مع “البلوز” بطريقة قد تكون مثالية، بعد قيادتهم في وقت سابق للتأهل لدوري أبطال أوروبا، والفوز بدوري المؤتمر الأوروبي.

 

وحقق الفريق خمس انتصارات من أصل ست مباريات حيث خسر مرة واحدة كانت أمام فلامينجو البرازيلي بدور المجموعات، حيث أظهر “البلوز” صعودًا تدريجيًا في الأداء، لا سيما من الناحية الهجومية، إذ يُعد الأكثر تسديدًا في البطولة بـ100 محاولة حيث يعد الزخم الهجومي الواضح وعدد كبير من المحاولات على المرمى هي أبرز نقاط قوته، إضافة لامتلاك عمق كبير في التشكيل، إذ استخدم الفريق 27 لاعبًا خلال مشواره في البطولة، ما يمنح المدرب خيارات متعددة ومناورة تكتيكية مرنة.

 

ولا يمكن نسيان فاعلية العناصر الجديدة، وعلى رأسهم الوافد البرازيلي جواو بيدرو، صاحب الثنائية في نصف النهائي، والذي سجل 16 من آخر 19 هدفًا له بعد الدقيقة 45، إضافة للمهاجم الإنجليزي ليام ديلاب، بعد أن بدأ النادي اللندني البطولة بالمهاجم السنغالي نيكولاس جاكسون، قبل أن يجدوا ضالتهم أخيرًا في الثنائي المذكور سلفًا.

 

أما فيما يتعلق بنقاط الضعف، فمن أبرزها محدودية التسجيل ضد الفرق الأوروبية الكبيرة، إذ لم يسجل أكثر من هدف واحد خلال 90 دقيقة في 5 من آخر 6 مواجهات ضد خصوم أوروبيين، إضافة لافتقاد الاستقرار الدفاعي الكامل، فرغم التفوق الهجومي، لا يزال الفريق هشًا نسبيًا عند التحولات السريعة، وهو ما ظهر في المباراة التي خسرها بالبطولة ضد فلامينجو، لكن ماريسكا سيعول على مساعدة من الإكوادوري مويسيس كايسيدو الذي تأكدت جاهزيته للمباراة، إضافة للأرجنتيني إنزو فيرنانديز، في إضفاء القوة لخط الوسط والمساعدة في تأمين الخط الدفاعي.

 

أما عن باريس سان جيرمان، فيخوض الفريق الباريسي النهائي بمعنويات تاريخية، إذ بات على بعد خطوة من تحقيق خماسية غير مسبوقة هذا الموسم،  ثلاثية محلية، لقب دوري أبطال أوروبا، والآن كأس العالم للأندية.

 

ورفع باريس سان جيرمان سلسلة انتصاراته إلى 10 من آخر 11 مباراة، منها 7 خرج فيها بشباك نظيفة، وهو الفريق الأفضل بوضوح بكرة القدم الأوروبية هذا الموسم، حيث يتمتع بالعديد من نقاط القوة، أبرزها الانضباط الدفاعي والتفوق البدني، مع شباك نظيفة في 7 من آخر 7 انتصارات، إضافة إلى الحسم الهجومي بوجود لاعبين أمثال عثمان ديمبيلي، خفيتشا كفاراتسخيليا، برادلي باركولا، ديزيري دوي، إذ فاز الفريق بفارق ثلاثة أهداف أو أكثر في خمس من آخر 7 مباريات.

 

أما نقاط الضعف في باريس سان جيرمان، فقد يكون الأبرز هو الغيابات مؤثرة في الخط الخلفي، بغياب كل من لوكاس هيرنانديز وويليان باتشو بداعي الإيقاف، إضافة للاعتماد النسبي على الوتيرة العالية في البداية، حيث تقدم الفريق في النتيجة بنهاية الشوط الأول في 6 من آخر 8 مباريات، وفي حال نجح تشيلسي في تحجيم خطورة الفريق الباريسي في البداية، قد يساعدهم ذلك في مجاراتهم خلال ما تبقى من المباراة.

 

وتحمل المواجهات السابقة بين الفريقين تقاربًا كبيرًا في النتائج، حيث فاز باريس سان جيرمان في 3 مناسبات، مقابل فوزين لتشيلسي، في حين حُسمت 3 لقاءات بالتعادل، مع الإشارة إلى أن باريس لم يُهزم في آخر أربع مواجهات مباشرة حيث فاز مرتين وتعادل في مرتين.

 

واستعاد الفريق الإنجليزي الثنائي ليفي كولويل وليام ديلاب بعد انتهاء الإيقاف، ومن المنتظر أن يبدأ كولويل إلى جانب تريفو تشالوباه في قلب الدفاع. في المقابل، قد يكتفي ديلاب بمقاعد البدلاء لصعوبة إزاحة جواو بيدرو، الذي سجل هدفين في نصف النهائي وأثبت فاعلية هجومية واضحة.

 

أما عن أبرز الأسماء في الفريقين، فيبرز كايسيدو، إنزو فيرنانديز في تشيلسي، إضافة للوافد الجديد جواو بيدرو الورقة الهجومية الرابحة للفريق الإنجليزي، حيث ظهر بثقة في مباراته الأولى ضد فلومينينسي، وبالحديث عن باريس سان جيرمان فالقائمة تطول، لكن الاسم الأبرز هو عثمان ديمبيلي الذي سجل في كل من ربع ونصف النهائي بالمونديال، كما هز شباك ثلاث فرق إنجليزية هذا الموسم، ليُبرهن على تفوقه بصفته المرشح الأول للفوز بالكرة الذهبية هذا العام بوضوح.