رحيل النجوم وكثرة الأهداف تتصدر الأحداث في دور الـ16 من بطولة كأس العالم للأندية

جاء دور الـ16 من بطولة كأس العالم للأندية 2025 استثنائيًا بكل المقاييس، بعدما شهد مفاجآت من العيار الثقيل بخروج عدد من كبار القارة الأوروبية من البطولة مبكرًا، في وقتٍ انفجرت فيه الفاعلية الهجومية بشكل غير مسبوق، ليمنح الجماهير حول العالم جرعة مكثفة من الإثارة والتقلبات التي قلما تُرى في بطولة تحمل طابعًا عالميًا بهذا الحجم.
خروج الكبار.. نهاية مبكرة للحلم الأوروبي
ربما لم يتوقع أكثر المتشائمين من جماهير إنتر ميلان أو مانشستر سيتي أو حتى يوفنتوس أن تنتهي رحلتهم عند بوابة دور الـ16، خاصة في ظل امتلاك هذه الفرق عناصر من الصف الأول على مستوى العالم، وتجربة قارية كبيرة، سواء في دوري أبطال أوروبا أو البطولات المحلية.
البداية كانت مع مانشستر سيتي، حامل لقب دوري أبطال أوروبا 2023، والذي سقط أمام الهلال السعودي بنتيجة 4-3، في مباراة قدم فيها النادي السعودي درسًا قاسيًا للنادي الإنجليزي وأصبح حديث العالم بعد إقصاء كتيبة المدرب بيب جوارديولا والذي كان من أبرز المرشحين للتتويج باللقب.
تلاه سقوط إنتر ميلان الإيطالي على يد فلومينينسي البرازيلي في واحدة من أكبر المفاجآت أيضًا، الفريق البرازيلي كان ندًا قويًا لوصيف بطل أوروبا وسجل هدفين نظيفين واستطاع أن يصمد للدقيقة الأخيرة أمام طوفان النادي الإيطالي.
أما يوفنتوس، فودّع البطولة بعد خسارة مريرة أمام ريال مدريد بهدف نظيف، في لقاء شهد تألق الحارس تيبو كورتوا، الذي تصدى ببسالة لمحاولات السيدة العجوز، وأكد أن الخبرة والتماسك الدفاعي يمكن أن يحسما مباريات من هذا النوع.
خروج الثلاثي الأوروبي الكبير لم يكن مجرد مفاجأة، بل زلزال أعاد رسم ملامح البطولة، وأكد أن هذه النسخة من كأس العالم للأندية تختلف عن أي نسخة سابقة من حيث التنافسية، وصعوبة التوقعات، حتى وإن تعلق الأمر بفرق القارة العجوز.
كما انتهت مغامرة العديد من الفرق على رأسها إنتر ميامي بقيادة ليونيل ميسي الذي ودع البطولة على ملعبه ووسط جمهوره بخسارة كبيرة على يد باريس سان جيرمان برباعية نظيفة، بجانب بوتافوجو البرازيلي على يد مواطنه بالميراس.
انفجار هجومي.. أهداف بالجملة وإثارة حتى الدقيقة الأخيرة
إلى جانب المفاجآت، سُجل خلال هذا الدور عدد كبير من الأهداف، حيث لم تقل أي مباراة عن هدفين بواقع 29 هدفًا لجميع الفرق، في مؤشر على الطابع الهجومي للبطولة، وغياب النزعة الدفاعية المتحفظة التي عادة ما تُميز بعض اللقاءات الحاسمة.
اللافت في دور الـ16 أيضًا كان الظهور القوي لفرق أمريكا الجنوبية وآسيا، حيث تألق الهلال وبالميراس وفلومينينسي، ما يعكس تطور هذه الفرق من حيث الانضباط التكتيكي والجاهزية البدنية، مقابل تراجع بعض الفرق الأوروبية التي لم تستوعب بعد اختلاف الأجواء المناخية والبدنية في البطولة المقامة بالولايات المتحدة.
الهلال السعودي قدم أداءً أوروبيًا خالصًا في التنظيم والانضباط، فيما ظهر بالميراس وفلومينينسي بأسلوب هجومي ممتع يدمج المهارة والسرعة والضغط العالي، وهي عناصر لم تقدر الفرق الأوروبية على مجاراتها حتى الآن.
عامل آخر لا يمكن تجاهله في هذه المفاجآت، وهو الطقس الحار والرطب في بعض المدن الأمريكية المستضيفة، وهو ما عبّر عنه أكثر من لاعب ومدرب عقب المباريات، حتى تيبو كورتوا صرّح بأن الأجواء أثرت بشكل واضح على اللاعبين، وأدت إلى انخفاض التركيز والفعالية خاصة في الشوط الثاني من المباريات.
كما شهد هذا الدور تألق لافت للعديد من اللاعبين وعلى رأسهم المغربي ياسين بونو حارس مرمى الهلال السعودي الذي تصدى لعشر كرات في اللقاء ومنح فريقه تأهل تاريخي على حساب السيتي، بجانب زميله في الفريق المهاجم البرازيلي ماركوس ليوناردو الذي سجل هدفين كانوا حاسمين في تأهل الزعيم السعودي.
وشهدت الجولة أيضًا تألق كل من هاري كين مهاجم بايرن ميونخ الذي سجل ثنائية حاسمة قادت البافاري للفوز على فلامنجو البرازيلي وأيضًا نجم باريس سان جيرمان الشاب البرتغالي جواو نيفيز الذي سجل ثنائية في شباك إنتر ميامي.