بداية غير موفقة: كيف فقد الأهلي انتصارًا سهلًا أمام إنتر ميامي؟

بداية غير موفقة: كيف فقد الأهلي انتصارًا سهلًا أمام إنتر ميامي؟

برعونة هجومية وأنانية غير مسبوقة، أهدر لاعبو الأهلي فرصة ثمينة لتحقيق الفوز على نظيره إنتر ميامي الأمريكي في مباراة افتتاح بطولة كأس العالم للأندية 2025، والتي انتهت بالتعادل دون أهداف بين الفريقين.

واتسم الأداء الهجومي للفريق الأحمر بالتسرع والرعونة في التمريرة الأخيرة والتنظيم في عملية إنهاء الهجمات، وهو ما تسبب في إهدار الفريق لكل الفرص المحققة للتسجيل.

كيف لعب ريبيرو رسميته الأولى مع الأهلي وماهي أخطاءه؟ وكيف أهدر الأهلي نقطتين أمام إنتر ميامي؟ 

 

الطريقة الهجومية التي بدأ بها الأهلي المباراة اعتمدت على انطلاقات إمام عاشور في وسط الملعب والتنقل إلى مركز الجناح الأيسر لمنح تريزيجيه الفرصة للدخول إلى عمق الملعب كمهاجم ثانٍ بجوار وسام أبو علي كجزء من التحول المرتبط في بخطة الـ«4-4-2» في شكل الماسة بوسط الملعب والتي تواجد بها إمام عاشور في مركز صانع الألعاب  وخلفه محمد علي بن رمضان وحمدي فتحي ثنائي وسط ملعب ارتكاز وخلفهم مروان عطية في محور الوسط الدفاعي، وبتواجد محمود حسن تريزيجيه بجوار وسام أبو علي كثنائي هجومي.

في حالة افتقاد الأهلي للكرة اعتمد ريبيرو على ضغط وسام أبو علي على سرجيو بوسكيتس، محور وسط ملعب إنتر ميامي لتخلق الكثافة العددية في عمق الملعب واسترداد الكرة والتحول السريع للهجوم بالاعتماد على انطلاقات تريزيجيه وعاشور والذي استبدل بـ “زيزو” بعد إصابته.

زيزو “الوافد الجديد “بعد مشاركته أصبح هو المهاجم الثاني بجوار وسام أبو علي في الشكل الأولي لخطة الأهلي والتي اتسمت في الشوط الثاني من المباراة بتبادل المراكز في الثلاثي الهجومي، وبالأخص زيزو الذي تحرك بين المهاجم والجناح الأيمن والأيسر وكذلك وسط الملعب الهجومي وترك الحرية لتريزيجيه في الدخول إلى عمق الملعب.

 

تواجد محمد علي بن رمضان في وسط ملعب الأهلي أفاد الفريق في عملية الاستحواذ على الكرة واستردادها وكذلك الخروج من تحت الضغط مستفيدا من مهارته وقدرته على التمرير السريع للنصف الهجومي، ومع وجود حمدي فتحي ومروان عطية قدم وسط ملعب الأهلي مباراة جيدة على مستوى امتلاك الكرة والضغط على الخصم.. ولكن إذا كان الأمر هكذا والجميع قام بدوره، فكيف أهدر الأهلي الفوز أمام إنتر ميامي؟

 

بالنسبة للشق الخططي من مباراة إنتر ميامي فجوزيه ريبيرو قدم مباراة مقبولة على مستوى التشكيل الأساسي للفريق والطريقة الهجومية وكذلك التحضير الدفاعي سواء بمنح وسام أبو علي أدوار في الضغط واسترداد الكرة، أو برجوع تريزيجيه للدعم الدفاعي بجوار كوكا وكذلك تقارب المساحات بين لاعبي وسط الملعب.

 

ولكن أول الأخطاء التي وقع فيها ريبيرو  في الاعتماد على الضغط العالي لحرمان فريق إنتر ميامي من الخروج بالكرة من الخط الدفاعي ولكن الضغط العالي للأهلي افتقد للشدة والكثافة العددية في أغلب الأوقات وهو ما أفشل محاولات استخلاص الكرة في بعض أوقات المباراة.

 

الخطأ الثاني الذي وقع فيه ريبيرو هو الاعتماد هجوميًا على قدرات إمام عاشور فقط وعدم تحضير خطة بديلة فبمجرد خروج “عاشور” من الملعب أصبح الأهلي فريقًا ارتجاليًا، وعلى الرغم من التنظيم الهجومي الذي حاول المدرب تطبيقه إلا أن هجمات الأهلي اعتمدت على قدرات اللاعبين الفردية دون وجود نسق هجومي واضح للفريق أو نمط مكرر يمكن التقاطه من تحركات اللاعبين ويعتمد على ثغرة في دفاع الخصم والذي كان مليئًا بالثقوب.

بمجرد خروج إمام عاشور من الملعب انتقل الفريق من التنظيم الهجومي والأسلوب الواضح في تحركات اللاعبين إلى العشوائية في التحركات، كما افتقر الأهلي للقدرة على الانتقال السريع من الدفاع للهجوم وكذلك اضطر  وسام أبو علي للنزول إلى عمق الملعب من أجل الخروج بالكرة والتحول للهجوم رفقة زيزو وتريزيجيه.

وكان من الأفضل للأهلي أن يدفع ريبيرو بأحمد سيد زيزو في مركز الجناح الأيمن الصريح بجانب وسام أبو علي ومحمود حسن تريزيجيه ومنح أدوار الخروج بالكرة إلى محمد علي بن رمضان كلاعب وسط ملعب ارتكاز أقرب إلى الشق الهجومي مع تثبيت حمدي فتحي ومروان عطية كمحوري وسط دفاعي لاستخدام قدراتهما في الضغط الدفاعي وتقديم أدوار الضغط على حامل الكرة واستخدام بن رمضان للتحرك في المساحات وترك الحرية لزيزو في التحرك على الجناح الأيمن وخلق جبهة هجومية مع محمد هاني.

 

أكبر أخطاء ريبيرو في مباراة إنتر ميامي هو اقتناعه بنقطة التعادل مع إنتر ميامي والدخول إلى الشوط الثاني من المباراة بأسلوب متحفظ على المستوى الهجومي وترك المساحة إلى فريق إنتر ميامي للدخول في أجواء المباراة وتهديد المرمى، ثم إجراء تغييرات أبطأت أسلوب لعب الفريق وأبرزها الدفع بـ “محمد مجدي أفشة” والذي تسبب في فقدان الفريق للخطورة في أكثر من مرة وافتقاره للتصرف السريع خاصة في المواقف الهجومية للفريق، بدلًا من الدفع بأشرف بن شرقي لتكثيف الضغط الهجومي على دفاعات إنتر ميامي واللعب كمهاجم ثانٍ بجوار نايتس جراديشار والذي دخل بديلًا لـوسام أبو علي، وكذلك الدفع بحسين الشحات والذي غاب عن المشاركة في الفترة الأخيرة من منافسات الموسم المحلي وظهر عليه عدم الجاهزية الفنية للمشاركة في المباراة بل كان من الأفضل عدم الدفع بحسين الشحات وتنشيط وسط الملعب بإشراك المالي أليو ديانج لتقديم أدوار الخروج بالكرة من وسط الملعب واستغلال قدراته البدنية في الركض بالكرة، وكذلك الضغط على الخصم.

 

مشاركة أشرف بن شرقي في مباراة إنتر ميامي كان أمرًا لا بد منه لامتلاكه القدرات الهجومية في الانطلاق بالكرة وكذلك التسديد على المرمى واللعب في أكثر من مركز بالهجوم للاستفادة من قدراته التكتيكية والفنية، ولكن على الرغم من أخطاء ريبيرو إلا أنه من المبكر الحكم على الأهلي رفقة المدرب البرتغالي ولكن من ملامحها الأولية يبدو أن نسخة الأهلي مع ريبيرو ستكون مليئة بالتفاصيل التكتيكية والفنية ولا مكان بها لمن يفكروا ببطء ولا يجيدون التصرف السريع.