من “أزمة الكهرباء” إلى “نداء الحرية”: انتفاضة شيراز تكشف ضعف نظام خامنئي

من “أزمة الكهرباء” إلى “نداء الحرية”: انتفاضة شيراز تكشف ضعف نظام خامنئي

 

لم تكن احتجاجات شيراز وكازرون مساء 21 أغسطس 2025 مجرد رد فعل على انقطاع الكهرباء، بل جسّدت أزمة هيكلية عميقة تعصف بديكتاتورية خامنئي المتداعية؛ أزمة تبدأ من أبسط الخدمات وتمتد إلى جوهر السياسة. فالهتافات التي دوّت في الشوارع: “حرية.. حرية.. حرية” و**“الإيراني يموت ولا يقبل الذل”** عبّرت بوضوح أن الشعب لم يعد يطالب بحلّ فني أو اقتصادي، بل يضع النظام نفسه في دائرة الاتهام.

 

انقطاع الكهرباء يتحول إلى رمز سياسي

 

انقطاع الكهرباء في شيراز لم يُقرأ كخلل تقني بل كرمز لانهيار نظام فقد شرعيته، بعدما أنفق ثروات الشعب على الحروب في سوريا واليمن ولبنان بدل أن يضمن أبسط حقوق الإيرانيين. ومع وصول 80% من المجتمع تحت خط الفقر، صارت الأزمة المعيشية مؤشراً على أزمة سياسية أعمق.

 

صوت المقاومة في قلب الانتفاضة

 

أهمية هذه الاحتجاجات برزت أكثر مع تلاقيها مع خطاب المقاومة. فقد حيّت مريم رجوي أهالي شيراز ودعت شباب إيران للاحتجاج قائلة:

 

“حلّ مشكلات إيران رهن بالحرية، وطالما أن نظام ولاية الفقيه قائم فلن تُحل أزمة الكهرباء ولا الماء ولا الخبز.”

 

هذا الموقف رفع سقف الانتفاضة إلى مستوى استراتيجي: الحرية شرط أساسي لحل الأزمات الاقتصادية والمعيشية.

 

في السياق نفسه، وجّه مسعود رجوي رسالة لخلايا الانتفاضة والشباب الثائر:

 

“حان وقت النهوض.. على الثوار أن يساعدوا شيراز وكازرون، فالنظام أعلن حالة استنفار قصوى لقواته.”

 

الرسالة حملت بعدين: دعوة للتضامن الوطني، وكشف هشاشة النظام الذي استنفر 42 ألفًا من الحرس والباسيج في طهران خوفًا من توسع الانتفاضة.

 

نظام مرعوب يختبئ خلف القمع

 

المعلومات المسربة عن المناورات العسكرية في طهران، إلغاء الإجازات، ونصب الحواجز الأمنية، تكشف نظامًا في موقع دفاعي. حتى بناء ملاجئ وأنفاق لقادة الحرس يؤكد أن ما يسميه النظام “اقتدارًا” ليس إلا “نمراً من ورق”.

 

من خدمات منهارة إلى أزمة شرعية

 

أزمة الكهرباء والماء ليست مسألة فنية، بل عنوان لانهيار شرعية النظام على مستويين:

 

رمزيًا: الماء والكهرباء يمثلان وجود الدولة، وانقطاعهما يعني انهيارها.

 

نفسيًا شعبيًا: كل احتجاج صغير يتحول إلى شرارة انفجار اجتماعي.

 

شعار “الماء، الكهرباء، الحياة، حقنا الطبيعي” حين يقترن بـ “الحرية.. الحرية” يفضح جذور الأزمة: سلطة قمعية تستهلك ثروات الوطن على أولويات حربية بدلاً من خدمة مواطنيها.

 

بداية وليست نهاية

 

انتفاضة شيراز وكازرون تعلن بوضوح أن نظام ولاية الفقيه عاجز عن تلبية أبسط المطالب. إنّها ليست محطة عابرة، بل بداية مسار يمكن أن يحوّل كل أزمة خدمية إلى شرارة انتفاضة شاملة في عموم إيران.