شارل ميشيل: لا يمكن التفاوض مع نظام يعتمد على الإرهاب، والمقاومة الإيرانية تكشف عن الهيكل السري للإرهاب المنظم تحت إشراف خامنئي.

شارل ميشيل: لا يمكن التفاوض مع نظام يعتمد على الإرهاب، والمقاومة الإيرانية تكشف عن الهيكل السري للإرهاب المنظم تحت إشراف خامنئي.

 

في لحظة سياسية فارقة تتقاطع فيها مواقف القادة الأوروبيين مع ما تكشفه المقاومة الإيرانية من حقائق خطيرة، عُقد يوم الأربعاء 30 يوليو 2025 مؤتمر في البرلمان الإيطالي بعنوان «الأزمة الإيرانية: الحل الثالث للتغيير». وقد كان من أبرز المتحدثين في هذا المؤتمر السيد شارل ميشيل، رئيس المجلس الأوروبي السابق ورئيس وزراء بلجيكا الأسبق، الذي ألقى كلمة قوية تُعد من بين أبرز المواقف الأوروبية في مواجهة نظام الملالي الحاكم في إيران.

 

في كلمته، رسم شارل ميشيل صورة قاتمة عن طبيعة النظام الإيراني، مؤكداً على أن دكتاتورية الملالي أضعف من أي وقت مضى، لكنها أكثر شراسة. سلط الضوء على ارتفاع غير مسبوق في وتيرة الإعدامات، وعلى استخدام النظام للإرهاب والابتزاز النووي كأدوات لبقائه، مشدداً على أن سياسة الاسترضاء الأوروبية فشلت فشلاً ذريعاً، وأن هناك بديلاً ديمقراطياً حقيقياً يتمثل في “الخيار الثالث” الذي تقوده السيدة مريم رجوي والمقاومة الإيرانية.

 

قال ميشيل بوضوح:

 

“لقد حاولنا فتح قنوات الحوار. لكنهم استغلوا حسن النية. واليوم نرى الطبيعة الحقيقية لهذا النظام: صفر احترام لكرامة الإنسان. الصمت تواطؤ. وواجبنا أن نقف مع أولئك الذين يُظهرون الشجاعة لتغيير الوضع الراهن.”

 

وفي توازٍ لافت مع هذه المواقف، عقدت المقاومة الإيرانية مؤتمراً صحفياً في واشنطن يوم الخميس 7 أغسطس 2025، كشفت فيه عن معلومات موثقة حول الهيكل الإرهابي لنظام الملالي ومسؤوليه عن الاغتيالات خارج إيران. وبحسب ما أعلنه السيد علي رضا جعفر زاده، فإن “مقر قاسم سليماني” الذي يديره نائب وزير المخابرات، سيد يحيى حسيني بنجكي، يقوم بتنسيق العمليات الإرهابية بين وزارة المخابرات، استخبارات الحرس، وقوة القدس.

 

وأكدت المقاومة أن خامنئي هو من يتخذ شخصياً قرارات تنفيذ هذه العمليات، مثل محاولة اغتيال البروفيسور أليخو فيدال كوادراس، النائب السابق لرئيس البرلمان الأوروبي، في مدريد عام 2023. وتم تنفيذ هذه العملية من خلال شبكة إجرامية دولية مرتبطة بالحرس الثوري.

 

إن التقاء هذه المواقف الأوروبية الصريحة، كما عبّر عنها شارل ميشيل، مع الأدلة التي تقدمها المقاومة الإيرانية على إرهاب الدولة المنظم في طهران، يعزز من مصداقية “الخيار الثالث” الذي يدعو إلى رفض الاستبداد الديني من جهة، ورفض التدخل الأجنبي من جهة أخرى، وتأكيد أن الحل بيد الشعب الإيراني ومقاومته الشرعية.

 

وهكذا، لم يعد الصمت خياراً. فالمعادلة أصبحت واضحة: نظام قائم على الإرهاب لا يمكن إصلاحه، والمجتمع الدولي مدعوّ لدعم بديل ديمقراطي يعيد السيادة للشعب الإيراني ويضمن الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.