متى سينتهي الصمت الدولي؟ آن الأوان للاعتراف بالمقاومة.

تشير التطورات الأخيرة في مدينة كرج، التي شهدت مظاهرات غاضبة ضد زيارة الرئيس المعيّن من قبل خامنئي، مسعود بزشكيان، إلى مستوى غير مسبوق من التحدي الشعبي للنظام. وقد قادت وحدات المقاومة هذه الاحتجاجات، مدعومة بجماهير غاضبة، في مشهد يعكس تصاعد الرفض الشعبي للنظام برموزه وأركانه، وتحوّل الدعم الشعبي نحو بديل ديمقراطي حقيقي.
اللافتات التي انتشرت في شوارع كرج لم تقتصر على رفض بزشكيان، بل فضحت سجله الدموي، حيث كُتب على بعضها: «أكثر من 1400 إعدام». هذا الرقم يعكس عمق الجريمة المستمرة التي يرتكبها نظام ولاية الفقيه بحق الشعب الإيراني، كما يؤكد على أن هذه الاحتجاجات ليست حدثاً معزولاً، بل جزء من حركة مقاومة واسعة الجذور تسعى لإسقاط النظام وبناء إيران ديمقراطية.
في هذا السياق، أصدرت المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بياناً كشفت فيه أن النظام أعدم ٨١ شخصاً خلال الشهر الإيراني الماضي فقط، أي بزيادة قدرها ١٧٠٪ مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، مما يشير إلى تصاعد غير مسبوق في القمع والإرهاب المنهجي.
دعوة لإنهاء سياسة المساومة والاعتراف بحق الشعب الإيراني
إن هذه الحقائق الصادمة يجب أن تدق ناقوس الخطر أمام المجتمع الدولي، وتحديداً الدول الغربية التي ما زالت تتبع سياسة المساومة والصمت حيال جرائم الملالي. إن غضّ الطرف عن الإعدامات الجماعية، والتغاضي عن انتفاضات الشعب، يمنح النظام مزيداً من الوقت لسفك الدماء وتوسيع قبضته الحديدية.
في المقابل، فإن ما يجري على الأرض في إيران – من كرج إلى طهران، ومن تبريز إلى الأهواز – يُظهر بوضوح أن الشعب الإيراني لا يرفض النظام فحسب، بل يتمسك بخيار بديل ديمقراطي يتمثل في المقاومة الإيرانية وبرنامجها ذو العشر مواد من أجل مستقبل خالٍ من الديكتاتورية الدينية.
إن أقل ما يمكن أن يقوم به المجتمع الدولي هو الاعتراف بحق هذا الشعب في تقرير مصيره، ودعم حركته من أجل الحرية والديمقراطية، بدلاً من تقديم التنازلات لنظام قاتل ومعادٍ لكل القيم الإنسانية.
لقد آن الأوان لإنهاء سياسة الصمت والتواطؤ، والوقوف إلى جانب إرادة شعب يواجه الرصاص والإعدامات بلا هوادة. إن دعم الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة ليس خياراً سياسياً فحسب، بل واجب أخلاقي وإنساني لا يقبل التأجيل.