مصر تحت وطأة المؤامرات وآمال الصمود: ضرورة الوحدة الوطنية

مصر تحت وطأة المؤامرات وآمال الصمود: ضرورة الوحدة الوطنية

 

بقلم: نجيبة المحجوب

 

في ظل الحملة المنظمة التي تتعرض لها مصر من جهات عدة، بات من الضروري أن نكون أكثر وعيًا بحجم الحرب التي تُخاض ضد الوطن، لا بالمدافع فقط، وإنما بالعقول والأقلام والشاشات. حربٌ تستهدف كسر الثقة بين المواطن ودولته، وتشويه المواقف الوطنية الثابتة، وعلى رأسها موقف مصر من القضية الفلسطينية.

 

إن محاولات التشكيك في دور مصر ليست جديدة، لكنها هذه المرة أكثر ضراوة وتنظيمًا. تُراد لمصر أن تظهر وكأنها متقاعسة عن دعم القضية، بينما يشهد التاريخ، والحاضر، أن مصر لم تكن يومًا على الحياد. منذ لحظة إعلان قيام الكيان الصهيوني، وقفت مصر في وجه العدوان، ودفعت الآلاف من شهدائها على جبهات القتال دفاعًا عن الأرض والحق العربي. ولم يكن دعمها لغزة مقتصرًا على الأقوال، بل كان دائمًا فعلًا ملموسًا: من فتح المعابر، إلى استقبال الجرحى، إلى المساعدات اليومية التي تتدفق رغم العراقيل.

 

لكن الغريب أن كل هذه الجهود تُطمس عمدًا. تُراد لمصر أن تكون في قفص الاتهام، فقط لتُجبر على اتخاذ خطوات تخدم مخططات خفية، أبرزها تهجير الفلسطينيين من أرضهم، وتفريغ غزة لصالح مشروع اقتصادي–سياسي خطير، يُراد له أن يكون بديلًا استراتيجيًا لقناة السويس، ويخدم مصالح قوى إقليمية ودولية على حساب الأمن القومي المصري.

 

ورغم كل ذلك، تظل مصر صامدة. العريش اليوم تستضيف الأشقاء الفلسطينيين، والمستشفيات المصرية تفتح أبوابها، والرئيس المصري لا يتردد في دعوة قادة العالم للإطلاع على الدور الحقيقي الذي تقوم به مصر. لكنّ الإعلام الموجّه، والمنصات المأجورة، تصرّ على أن تصمّ آذانها عن الحقيقة، وتروّج لروايات مشبوهة.

 

وما يزيد من خطورة المشهد، أن جماعة الإخوان المسلمين –كعادتها– تقف في الصف الأول من صفوف التحريض على الدولة. هذه الجماعة التي لم تؤمن يومًا بالوطن، ولا ترى في الدولة سوى وسيلة للوصول إلى السلطة. تواطأت مع الخارج، وتاجرت بالقضية الفلسطينية في زمن حكمها، وها هي اليوم تُعيد إنتاج خطابها العدائي، متحالفةً مع منابر إعلامية تعمل على شيطنة مؤسسات الدولة، وزعزعة استقرارها.

 

إن المعركة ليست عسكرية فقط، بل نفسية، إعلامية، واستخباراتية. تستهدف إرادة المصري، ووعيه، وانتماءه. ولذلك، فإن الاصطفاف الوطني اليوم ليس رفاهية، بل ضرورة وجودية. فالدولة بحاجة إلى كل صوت عاقل، وكل موقف مخلص، وكل مواطن يعرف أن الأوطان لا تُحمى بالشعارات، بل بالتماسك والوعي والمواقف الشجاعة.

 

رسالة إلى المواطن المصري:

 

عزيزي المواطن، لا تنخدع بما يُروَّج في حملات التشكيك والتزييف. كن على يقين أن وطنك يخوض معركة مصير، وأن الوقوف في ظهر بلدك وجيشك هو فرض وطني لا يقل في أهميته عن أي معركة على الجبهة. لا تسمح لأعداء الداخل والخارج أن ينالوا من عزيمتك، فمصر التي واجهت أطماع الطامعين منذ فجر التاريخ، لن تُكسر ما دام أبناؤها في صفها.

 

اصطفّ مع بلدك… لأنها تستحق