البديل الديمقراطي في إيران: دعوة فرنسية لإنقاذ الشعب والمقاومة بدلاً من التعايش مع الأنظمة الاستبدادية

النص:
أطلقت مجلة “ماريان” الفرنسية في عددها الأخير صرخة ضمير مدوّية، من خلال مقال وقّعه عشرة من الشخصيات الفرنسية البارزة في السياسة والقانون وحقوق الإنسان، دعوا فيه المجتمع الدولي إلى مراجعة جذرية لسياسته تجاه إيران، وإعادة وضع الشعب الإيراني في قلب المعادلة السياسية. هذا المقال، الذي يحمل عنوانًا لافتًا “القوة الحقيقية للتغيير تكمن في قلب إيران”، يدعو إلى الاعتراف بحق الشعب الإيراني في المقاومة والتغيير، ويبرز “البديل الديمقراطي” الذي تمثله المقاومة الإيرانية والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بقيادة مريم رجوي.
لأكثر من أربعة عقود، ظلت العلاقات الدولية مع النظام الإيراني رهينة منطق مزدوج: مساومة دبلوماسية من جهة، وغض طرف عن الجرائم وانتهاكات حقوق الإنسان من جهة أخرى. لكن هذه السياسات لم تُنتج سوى المزيد من الإرهاب والابتزاز والدمار، ولم تمنع الحروب أو الرهائن أو القمع الداخلي. في المقابل، شهدت إيران منذ عام 2017 خمس انتفاضات شعبية كبرى، قادها جيل شاب ونساء شجاعات، وانطلقت من وجع اجتماعي واقتصادي، لكنها تستند إلى تنظيم سياسي مقاوم عميق الجذور، يتمثل في وحدات المقاومة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق داخل البلاد.
الموقعون، من أمثال دومينيك آتياس، رئيس مجلس المحامين الأوروبيين، وجيلبير ميتران، رئيس مؤسسة فرانس ليبرتي، وييف بوني، المدير السابق لجهاز الأمن الفرنسي، وجان بيير برار، النائب السابق عن الحزب الشيوعي، دعوا إلى إنهاء الصمت الدولي والتخلي عن الأوهام، مؤكدين أن “الحل الثالث” لا يأتي من واشنطن أو تل أبيب، بل من داخل إيران، من مقاومة تدفع الثمن يوميًا وتقدّم بديلاً سياسياً قائماً على فصل الدين عن الدولة، وحقوق الأقليات، والمساواة الكاملة بين المرأة والرجل، وإلغاء الإعدام.
لقد آن الأوان لكي يتوقف العالم عن تجاهل هذا الصوت. المقاومة الإيرانية لا تطالب بمال ولا سلاح، بل تطالب بأبسط الحقوق: الاعتراف بحق الشعب في أن يختار مصيره وأن يسقط استبداد ولاية الفقيه. فهل يكون هذا المقال الفرنسي بداية التحوّل المنتظر في السياسة الدولية تجاه إيران؟