هذه ليست غزة أو دارفور… هذه إيران الثرية تحت وطأة نظام الملالي

“لا ماء، لا كهرباء، لا مال، ولا حتى أمل”… بهذه الكلمات الموجعة يلخص مواطن إيراني واقعًا مريرًا يعيشه ملايين الإيرانيين اليوم. إنها ليست صورة من غزة أو السودان أو سوريا، بل من قلب طهران، من حيّ “تهرانپارس” في الشرق، حيث يعاني المواطنون للحصول على أبسط مقومات الحياة.
حمید، رجل في الأربعين من عمره، يروي لإحدى الصحف الناطقة بالفارسية كيف أن منزله محروم من المياه لأكثر من أربعة أيام متتالية، والكهرباء تُقطع لساعات يوميًا. اضطر إلى دفع أكثر من 40 مليون تومان لتركيب مضخّة وخزّان مياه، لكن دون جدوى. يقف مع أطفاله في طوابير للحصول على الماء من صهاريج البلدية، ثم يُسخّنه في القدور كي يتمكنوا من الاستحمام.
فأين نحن؟ في أي قرن نعيش؟ في بلد يملك ثاني أكبر احتياطي من الغاز الطبيعي في العالم، وواحدًا من أغنى احتياطيات النفط، وفي أرض عُرفت بخصوبة تربتها ووفرة مياهها، تُترك الناس عطشى وجوعى، بلا كهرباء ولا خدمات، ولا أمل.
السبب؟ واضح وجليّ. ثروات إيران تُهدر على مشاريع توسعية ومغامرات خارجية لحماية سلطة الملالي ونشر التطرف. بدلًا من بناء محطات الطاقة والبنية التحتية، تُصرف المليارات على ميليشيات طائفية في سوريا ولبنان واليمن.
هذه الكارثة ليست قدرًا، بل نتيجة مباشرة لحكم استبدادي استنزف البلاد لعقود. وكل من يراهن على تحسين الأوضاع دون تغيير هذا النظام، يعيش في وهم. الحقيقة الثابتة هي أن لا خلاص لإيران إلا بتغيير النظام، ولا تغيير دون الاعتراف بحق الشعب الإيراني في المقاومة.
المقاومة الإيرانية، بقيادة السيدة مريم رجوي، تمثل هذا البديل الديمقراطي، برؤيتها الواضحة وخطتها ذات البنود العشرة التي تضمن الحرية، والعدالة، وفصل الدين عن الدولة. وعلى المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته الأخلاقية والسياسية في دعم هذا الخيار.
لقد آن الأوان أن يكفّ العالم عن تجاهل صوت الشعب الإيراني، وأن يعترف بأن دعم البديل الديمقراطي الوحيد هو الطريق الواقعي لوضع حد لمعاناة شعب بأكمله.