يكفي من الدماء والجوع والمجازر… توقفوا عن الحروب الثانوية وركزوا على جوهر المشكلة في طهران.

يكفي من الدماء والجوع والمجازر… توقفوا عن الحروب الثانوية وركزوا على جوهر المشكلة في طهران.

 

في الوقت الذي يشهد فيه العالم مآسي لا توصف من الجوع والدمار في قطاع غزة، بدأت موجة أوروبية متصاعدة من الاعتراف بالدولة الفلسطينية. فقد رحّب رئيس وزراء إسبانيا بقرار فرنسا الانضمام إلى الدول التي اعترفت بدولة فلسطين، فيما وصفته وزارة الخارجية السعودية بأنه “قرار تاريخي”، واعتبره وزير الخارجية الإيرلندي خطوة محورية نحو حل الدولتين.

 

من جهته، صرّح رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر قائلاً: “نحن نشهد كارثة إنسانية في غزة، وقيام دولة فلسطينية هو حق مشروع للشعب الفلسطيني، ويجب أن يكون جزءاً من أي مسار يؤدي إلى وقف إطلاق النار وحل دائم يضمن الأمن والسلام للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء”.

 

ولكن في خضم هذا الزخم الدبلوماسي، لا تزال الحقيقة الأساسية مغيّبة:

لماذا تتكرّر هذه المآسي؟ ومن المستفيد من استمرارها؟

 

رأس الأفعى في طهران

النظام الإيراني، منذ أكثر من أربعة عقود، يحوّل القضية الفلسطينية إلى أداة لتمرير مشروعه التوسعي وبقائه في الحكم. لم يكن يوماً نصيراً حقيقياً للشعب الفلسطيني، بل استغلّ معاناته لتغذية الميليشيات التابعة له، من لبنان إلى العراق واليمن، ولبثّ الفوضى والانقسام في المنطقة.

 

كل قطرة دم تُسفك في غزة، تُستثمر في طهران لإدامة نظام الملالي الاستبدادي.

كل صرخة ألم، تُستخدم كشعار زائف لتبرير القمع الداخلي وتصدير الإرهاب إلى خارج الحدود.

 

أوقفوا الحروب الجانبية… وانتزعوا الذرائع من الأنظمة الشمولية

الاعتراف الواسع بدولة فلسطين لا يعني فقط إنصاف شعب محتل، بل هو أيضاً ضربة سياسية لأجندات أنظمة استبدادية كالنظام الإيراني، التي تتخذ من “تحرير فلسطين” شعاراً فارغاً لتبرير جرائمها في الداخل والخارج.

 

إعطاء الشعب الفلسطيني حقه المشروع، هو أيضاً نزعٌ لورقة التوت التي تغطي جرائم أنظمة الملالي، التي ما زالت تصدّر الموت والفقر والمجاعة إلى شعوب المنطقة.

 

المطلوب: التركيز على أصل الورم

العالم اليوم أمام لحظة مفصلية:

إما أن يواصل الدوران في حلقات الحروب الجانبية التي لا تنتهي،

أو أن يواجه رأس الأفعى الحقيقي في طهران، ويضع حداً لهذا النظام الذي يُعدّ المصدر الأول للتطرف وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط.

 

كفى صمتاً.

كفى تبريراً.

كفى دماً وجوعاً.

 

الحل الجذري للخلاص من ولاية الفقيه والتطرّف الديني ليس إلاّ واحداً:

دعم الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة، والبديل الديمقراطي الذي لطالما أكد هذه الحقيقة منذ سنوات