محاكمة إرهاب نظام الملالي في مدريد: هل آن الأوان لوضع حد لمصدر الإرهاب؟

بعد مضيّ عشرين شهراً على محاولة اغتيال النائب السابق لرئيس البرلمان الأوروبي، أليخو فيدال كوادراس، أكدت المحكمة الوطنية الإسبانية تورّط خلية منظمة مرتبطة بالنظام الإيراني، وأصدرت لائحة اتهام ضد 8 أفراد، من بينهم منفّذ الهجوم المباشر ومخططون يختبئون في طهران نفسها.
إنّها ليست المرّة الأولى التي يُجرّ فيها إرهاب نظام الملالي إلى ساحات العدالة الأوروبية. فبعد المحاكمات التاريخية في بلجيكا للدبلوماسي الإرهابي أسد الله أسدي وعملائه الذين خطّطوا لتفجير في تجمع للمعارضة الإيرانية، يعود الإرهاب الإيراني مجددًا إلى العلن – هذه المرة في مدريد.
صحيفة “دي فيلت” الألمانية أكّدت أن المخابرات الهولندية ربطت مباشرة بين النظام الإيراني ومحاولة الاغتيال. أما صحيفة “إل إسبانيول” الإسبانية فقد نقلت عن القاضي سانتياغو بيدراس أن الجريمة كانت “مهمة لقتل سياسي”، وأنّ أحد المتّهمين الرئيسيين يختبئ في إيران. ووفقًا لتحقيقات الشرطة، فإن اختيار فيدال كوادراس لم يكن عبثياً، بل كان مستهدفاً بسبب دعمه العلني للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية منذ أكثر من 20 عاماً.
هل لا يزال العالم بحاجة إلى مزيد من الأدلة؟
مَن لا يزال يتحدث عن “إصلاح” هذا النظام أو احتوائه أو “التفاهم” معه، عليه أن يجيب على سؤال بسيط:
كم محاولة اغتيال؟ كم تفجير؟ كم شبكة تجسّس؟ كم دعم للميليشيات؟ كم حرب بالوكالة؟ يحتاج العالم ليقتنع أن هذا النظام هو الراعي الأول للإرهاب الدولي؟
عندما يصل إرهاب الملالي إلى قلب أوروبا — إلى مدريد وبروكسل وباريس — فذلك يعني أنّ الخطر ليس “محلياً” ولا “إقليمياً”، بل تهديد مباشر للأمن الدولي.
كفى مسايرة… كفى صمتاً
هل المطلوب أن يُقتل صوت آخر من أصوات الحرية حتى يُرفع الغطاء عن هذا النظام؟
هل لا تزال هناك جدوى من سياسة “الصبر الاستراتيجي” و”التفاوض” و”الاتفاقات النووية” مع نظامٍ يُرسل القتلة إلى شوارع العواصم الأوروبية؟
كل هذا يحدث، بينما الشعب الإيراني يدفع الثمن باهظاً داخل البلاد — إعدامات، قمع، فقر، واختناق سياسي.
لكن في المقابل، هناك صوت آخر، هناك بديل آخر، هناك مقاومة منظمة تقدّم مشروعاً ديمقراطياً بديلاً.
الحل الثالث… الآن وليس غداً
إنّ المقاومة الإيرانية، بقيادة السيدة مريم رجوي، ومن خلال المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، تمثّل الحل الثالث الواقعي: لا لمهادنة نظام الإرهاب، ولا لحرب خارجية، بل لدعم الشعب الإيراني في نضاله المشروع من أجل إسقاط هذا النظام وبناء جمهورية ديمقراطية، تعددية، غير نووية، تقوم على فصل الدين عن الدولة.
هذا البديل هو الذي يخشاه النظام، ولهذا يستهدفه، ولهذا وُضِع اسم فيدال كوادراس في قائمة سوداء من قبل طهران. لأنه عبّر عن ما لا يريد الملالي للعالم أن يسمعه:
أن هناك بديلاً شرعياً، جاهزاً، ومؤهلاً لقيادة إيران نحو الحرية.
فهل يجرؤ العالم على مواجهة الحقيقة؟
أليس الوقت قد حان لإنهاء منبع الإرهاب؟ أليس الوقت الآن هو وقت الوقوف إلى جانب الشعب الإيراني ومقاومته؟