مصر وجهود إنهاء النزاع: لماذا تتعرض الدولة التي تسعى بجد للعقاب؟

غزة تحترق.. والاتهامات تتجه نحو القاهرة
ما يجري في غزة ليس مجرد حرب تقليدية، بل مشهد بالغ التعقيد سياسيًا وأخلاقيًا.
وفي وسط هذا الجحيم، تتحرك مصر منذ اللحظة الأولى، بمحاولة جادة لوقف نزيف الدم، دون مزايدات، ودون صفقات في الظل.
مصر لا تتحدث كثيرًا.. لكنها تفعل كثيرًا:
تضغط على كل الأطراف لوقف إطلاق النار.
تفتح معابرها للمساعدات رغم المخاطر.
تحاول حماية المدنيين الغلابة، في وقت يتاجر فيه كثيرون بالقضية.
لكن، المفارقة أن الدولة الوحيدة التي تعمل بجد، هي التي تتعرض لأبشع حملات التشويه.
حملات مدفوعة وإعلام مضلل
بين الرشاوى القطرية لبعض الجهات الإسرائيلية لتقويض الدور المصري،
وبين تعنت حكومة نتنياهو في وجه أي جهود للتهدئة،
وبين الانقسامات الفلسطينية الداخلية التي تعرقل أي توافق…
يجد الإعلام الإخواني الفرصة سانحة ليهاجم مصر بكل أدواته.
نفس الأصوات التي كانت تهاجم السفارات المصرية بالأقفال والسلاسل، هي التي تتحدث اليوم عن “فشل مصر”!
وكأنهم تحولوا إلى أبواق تعمل لصالح أعداء غزة وأعداء مصر في آنٍ واحد.
من عبد الناصر إلى السيسي.. الثمن دومًا مصري
من أيام عبد الناصر، مرورًا بـ السادات و مبارك، وحتى السيسي،
دائمًا ما كانت مصر تدفع الثمن:
دماء من جيشها.
مليارات من اقتصادها.
وحملات تشويه لا تتوقف.
ومع كل ذلك، لا تجد إلا التجاهل أو الإساءة أو الطعن في الظهر.
مصر لا تطلب الشكر،
لكن لا يمكن أن تستمر في دفع فواتير لحروب ليست حروبها،
ولشعوب يصفق بعضها للقاتل ويشتم من يحاول إنقاذه!
ربما آن الأوان أن نقولها بوضوح:
> الهوية المصرية أولًا… ليست خيانة، بل ضرورة وطنية.
القومية المصرية: الحل المنطقي في زمن الابتزاز
لسنا ضد القضية الفلسطينية،
لكننا ضد أن تكون مصر كبش فداء دائم،
وضد أن تُستخدم الدماء الفلسطينية لتقويض الدور المصري وتشويه قيادتها.
إن ما تحتاجه مصر اليوم هو تأكيد هويتها ومصالحها وكرامتها الوطنية،
دون أن يعني ذلك التخلي عن دورها التاريخي في المنطقة.