مقتل الطفلة رُها شيخي برصاص قوات الباسيج والحرس الثوري الإيراني

في مشهد دموي يعكس وحشية الأجهزة القمعية في نظام ولاية الفقيه، لقيت الطفلة البريئة رُها شيخي، البالغة من العمر ثلاث سنوات، مصرعها إثر إطلاق نار عشوائي نفذته قوات البسيج والحرس الثوري عند نقطة تفتيش في مدينة خمِين وسط إيران.
وبحسب شهود عيان من المنطقة، فقد كانت الطفلة برفقة أسرتها في سيارتهم حين تعرضوا لوابل من الرصاص من دون سابق إنذار، لتسقط رُها ضحية جديدة في سجل القمع والعنف الذي تمارسه الميليشيات المسلحة التابعة للنظام ضد المواطنين المدنيين.
هذه الجريمة المفجعة ليست حادثاً فردياً، بل تعكس حالة الإفلات من العقاب وانعدام المحاسبة التي تتمتع بها الأجهزة القمعية في إيران. فبينما يُقتل طفل بريء على يد مسلحين تابعين للنظام، لا تُفتح أي تحقيقات، ولا يُحاسب أي مسؤول، بل تُلفّ الجرائم بالصمت والتستر، في ظل منظومة عدلية مسيّسة خاضعة تماماً لأوامر المرشد علي خامنئي.
ما جرى لرُها شيخي يعيد إلى الأذهان عشرات الحالات التي راح ضحيتها أطفال ونساء ومواطنون أبرياء، برصاص الأجهزة الأمنية في السنوات الماضية، من مهاباد إلى زاهدان، ومن الأهواز إلى طهران. كل ذلك في سياق نظام يعتبر أي تحرّك مدني أو حتى عبور بسيط “تهديداً أمنياً” يجب الرد عليه بالنار والدم.
إن مقتل الطفلة رُها ليس فقط مأساة إنسانية، بل شهادة دامغة على طبيعة هذا النظام الذي لا يتورّع عن سفك دماء الأبرياء من أجل ترهيب الشعب وإخماد أي شعور بالكرامة أو الأمان.
أين العدالة في نظام يُقتل فيه الأطفال على الحواجز؟
أين القانون في جمهورية يقرّر فيها عناصر البسيج مصير المواطنين بالرصاص؟
أين الضمير في دولة يديرها خامنئي بقبضة من حديد ونار؟
وهنا لا بد من أن نسأل بصوت عالٍ:
أليس الوقت قد حان لوضع حدّ لهذا الإرهاب الرسمي والقتل المنهجي؟
أليس من الواجب إنهاء سياسة المماشاة الدولية التي لم تثمر سوى مزيد من القمع داخل إيران، وتصدير الإرهاب وزعزعة الاستقرار خارجها؟
وفي هذا السياق، ندعو المجتمع الدولي إلى كسر صمته، والاعتراف بشرعية نضال الشعب الإيراني من أجل الحرية والعدالة والديمقراطية.
إن المقاومة الإيرانية الديمقراطية، والمجلس الوطني للمقاومة، ووحدات المقاومة المنتشرة في عمق الوطن، تمثّل صوت الأغلبية المقموعة، وتحمل مشروعاً واضحاً من أجل إقامة جمهورية ديمقراطية تقوم على فصل الدين عن الدولة، والمساواة، وحقوق الإنسان.
لقد أثبتت الأحداث أن التغيير من داخل هذا النظام غير ممكن، وأن الطريق الوحيد للسلام والاستقرار في إيران والمنطقة هو الوقوف إلى جانب الشعب الإيراني في نضاله المشروع من أجل إسقاط دكتاتورية ولاية الفقيه.
رُها شيخي لم تكن إلا طفلة، لكنها تحوّلت إلى رمز لكل طفل إيراني يستحق أن يعيش في وطن خالٍ من الرصاص، من القمع، ومن الجلادين.
إنها دعوة إلى العالم: قفوا مع شعب إيران… لا مع سجانيه.