ترحيل قسري لسعيد ماسوري: نظام خامنئي يلاحق مقاومي السجون على نهج خميني في مذبحة 1988

ترحيل قسري لسعيد ماسوري: نظام خامنئي يلاحق مقاومي السجون على نهج خميني في مذبحة 1988

 

في مشهد يعكس ضعف نظام ولاية الفقيه وخوفه من حركة المقاومة الشعبية المتصاعدة داخل السجون، أقدمت سلطات قمعية في سجن قزلحصار يوم السبت 19 تموز على إبلاغ السجناء السياسيين بقرار ترحيل المناضل سعيد ماسوري، أحد أقدم السجناء السياسيين في إيران، إلى سجن زاهدان سيء الصيت.

 

القرار، الذي أعلنه الجلاد حسن قبادي، مساعد إدارة سجن قزلحصار، صدر عن شعبة تنفيذ الأحكام في ما يسمى “نيابة مقدس”، التي انتقلت مؤقتاً إلى شارع فردوسي بعد إخلاء معتقل إيفين، معقل القمع الشهير.

 

سعيد ماسوري، الذي قضى 25 عاماً في زنازين النظام دون يوم إجازة واحد، يُعدّ من أبرز وجوه المقاومة داخل السجون. محاولة ترحيله القسري تأتي في سياق حملة ضغط ممنهجة يقودها النظام لكسر حركة “ثلاثاء لا للإعدام” المتواصلة منذ أكثر من سنة ونصف في عشرات السجون، والتي أربكت الأجهزة الأمنية وأظهرت فشل آلة القمع.

 

في 16 تموز، حاول الجلادون اقتياد ماسوري إلى جهة مجهولة، إلا أن احتجاج السجناء حال دون تنفيذ الخطة، ما أجبرهم على إعادته مؤقتاً إلى زنزانته. لكن النظام لم يتراجع، بل يبيت نية انتقامية قد تقود إلى تصفيته الجسدية، كما فعل ذات يوم مؤسس هذا النظام خميني، حين أصدر فتواه الدموية بقتل آلاف السجناء السياسيين في مجزرة عام 1988.

 

وفي رسالة وجهها من داخل السجن بتاريخ 17 تموز، أكد سعيد ماسوري أن ما يجري هو اختطاف تحت غطاء “النقل”، قائلاً:

 

«إنها وسيلة للسيطرة والعزل وكتم الأصوات، وهي مقدمة لقمع أشد بل وحتى للإعدامات، تماماً كما حدث في مجزرة 1988».

 

لكنه أضاف متحدّياً:

 

«كسجين سياسي من أنصار مجاهدي خلق، وخصوصاً في أيام محرم، أقول كما قال الحسين: هيهات منا الذلة. لا الترحيل، ولا القمع، ولا حتى الإعدام سيوقفنا عن درب الحرية والكرامة».

 

ردود الفعل داخل السجون لم تتأخر. في سجن فشافويه، أدان عدد من السجناء المؤيدين لمجاهدي خلق هذه الخطوة وذكّروا بعمليات اختطاف سابقة لمهدي حسني وبهروز إحساني وميريوسف يونسي وعلي يونسي، التي تمت بإشراف وزارة المخابرات.

 

وأضافوا:

 

«نعتبر هذا الترحيل انتقاماً من نظام فاشل وعاجز، يحاول تصدير أزماته إلى الزنازين، وتفريغ فشله السياسي من خلال قمع السجناء».

 

وفي سجن قرچك، عبّرت مجموعة من السجينات السياسيات المؤيدات لمجاهدي خلق عن غضبهن من القرار، مؤكدات أن:

 

«الجلادين في نظام ولاية الفقيه العاجز زادوا من وتيرة الضغط بعد هزائمهم في المنطقة، لمنع انتفاضة جديدة، لكن المقاومة لا تُرحَّل. أنتم تحرثون في البحر».

 

التحليل:

ما يجري بحق سعيد ماسوري ليس حدثاً معزولاً، بل هو مؤشر على رعب خامنئي من تصاعد روح التحدي داخل السجون، التي تحولت إلى جبهات مواجهة حقيقية. خامنئي، الذي يقف اليوم على أرض رخوة داخلياً وخارجياً، يعيد إنتاج سياسة خميني في لحظة الهزيمة؛ انتقام دموي ممن لا يملكون سوى إيمانهم وكرامتهم.

 

لكن الزمن تغيّر، وصدى كل ظلم يُمارس خلف الجدران يصل إلى الخارج ويكشف هشاشة هذا النظام الآيل للسقوط.

 

ختاماً، إن ما يخشاه خامنئي ليس السلاح بل الكلمة، وليس الجيوش بل صمود المقاومين، الذين جعلوا من الزنازين منصات لفضح الجريمة، تماماً كما فعل الحسين في كربلاء… ومثلما سقط يزيد، فإن خامنئي إلى زوال.