محمود عطا يكتب: عندما يأتي الوقت المناسب

محمود عطا
خلقنا أبرياء من الخطيئة لانعرف لماذا خلقنا وليس لنا الحق في اختيار اسمائنا أو ألواننا أو حتى ديننا …نمضى مع القطيع الذى ننتمى إليه لكننا ننعم بنعمة واحدة وهبنا لنا الخالق سبحانه وتعالى وهى نعمة العقل …العقل القادر على الإدراك والتفاعل مع مايحيط به موافقا بخنوع وخشوع العبد الذليل أو ناقدا لواقع الحياة حالماً بما هو أفضل،إن عبقرية العقل الحقيقية تكمن في تفاعلاته إذا فالعقل يولد مع الإنسان متحررا حتى يحين وقت إدراكه أنه جزء من تكوين الإنسان وظيفته التفكير وتكوين الذات البشرية التى تساير القطيع أو تسلك طريق مغاير نحو التحرر وإعلان الانفصال عن القطيع ودعوة رفقاء القطيع أن يحذو حذوه ويصبح كل عضو بالقطيع ذو عقل مدرك ان له الحق فى التفرد والحرية فى اتخاذ مايراه صواب وفق محتوى عقله فما يقبله عقل يرفضه عقل أخر ولكن يمنح ذلك الأخر الحق فى الاختلاف ويعتبر بل ويؤمن أن ذاك الاختلاف حق أصيل للعقل فلايرفضه ولايقهره ولا يفرض عليه أى شكل من أشكال السلطة وربما فى ذلك الاختلاف وحدة وقوة وتناغم فيصبح القطيع رغم إختلافاته ماضيا فى طريقه للوصول إلى أهداف يقبلها العقل السوى المنضبط سيكولوجيا والغير المأزوم ومن الأزمات التى يتعرض لها العقل منذ خلق الله الأرض وماعليها هى أزمة الوصاية السلطوية (ذكر وأنثى وغنى وفقير ورئيس ومرؤس ….الخ )طرف يفترض ان عقله فاعل ويجب طاعته وطرف يفترض عقله مفعول به ويجب علية القيام بواجبات الطاعة !أمر عجيب ذلك التسليم والاستسلام ،رغبة فى السيادة يقابلها رغبة في العبودية ، تلك الازدواجية تظهر بوضوح فاضح فى المجتمعات الشرقية وذات المرجعية الدينية ،ربما لأن الدين يرسخ لفكرة الانصياع والسمع والطاعة أم كهنة الدين ومن يدعون أنهم أصحابه يرسخون أن دين كذلك ،رغم أن كل الديانات جاءت لتثور وترفض وتنتقد وتحلم بغد افضل ! وقياسا على ذلك تجد للخنوع والإذلال أشكال تثير الشفقة والعطف على مرتكبيها فهى تشبه ارتكاب الجرائم تحت تأثير مذهبات العقل من الخمور والمخدرات فتجد من يقومون بتعظيم لتافه أو تفخيم لجاهل أو جاهل يقتنع أنه عالم فذ وتافه يفترض أن تفاهته هى قمة الرقى والتحضر أو ذو وظيفة مرموقة سيقت إليه نتاج إضطراب سياسى أو ثقافي فى المجتمع يقتنع بأنه الأفضل والأكثر أهمية والسابقين عليه هم من خربوا ودمروا ولولا عبقريته لما نهضت تلك المؤسسة على الرغم من أن عقله المريض وعقول المرضى الأذلاء هم من إنتكست الحياة لوجودهم على قيدها وللحديث بقية مابقينا أصحاب عقول