هشاشة النظام الإيراني تتجلى من خلال صراع الفصائل عقب حرب الـ12 يوماً

مع تصاعد تداعيات الحرب التي خاضها نظام الملالي مؤخرًا، يكشف الصراع الداخلي بين أجنحة السلطة في إيران عن ضعف واضح وهشاشة غير مسبوقة في موقع الولي الفقيه علي خامنئي. بدلاً من أن توحّد الحرب صفوف النظام، أثارت تصدعات عميقة في هرم السلطة، خاصة بعد بيان مثير للجدل أصدره مير حسين موسوي، رئيس وزراء عهد الخميني في الثمانينيات، دعا فيه إلى استفتاء شعبي ومجلس تأسيسي لوضع دستور جديد، مما أشعل حرباً شرسة من الهجوم الإعلامي والسياسي من قبل جناح خامنئي.
هجوم النظام على صوت داخلي يدعو للتغيير
رأى جناح الولي الفقيه في دعوة موسوي تهديدًا وجوديًا، فشنّت وسائل الإعلام الموالية للنظام، وعلى رأسها صحيفة كيهان، حملة اتهامية شرسة متهمة إياه بالخيانة والعمل لصالح أمريكا وإسرائيل، متناسية أن موسوي كان أحد أعمدة النظام في زمن القمع الشديد والإعدامات الجماعية. في نفس السياق، وصف حرس النظام الدعوات بخروج عن مطالب الشعب، كما اعتبرت قوة القدس التابعة للحرس أن هذه المبادرة “خطأ قاتل” يعمّق الانقسامات.
يظهر هذا الهجوم المنسق حجم الخوف والرعب الذي يعيشه القادة الممسكون بزمام السلطة الذين يشعرون بأن حتى أصوات من داخل النظام قد تؤدي إلى تفكك الكيان الحاكم.
المقاومة الإيرانية: الموقف الثابت والخطة الديمقراطية البديلة
في مفارقة تاريخية، فإن الدعوة إلى استفتاء ومجلس تأسيسي لم تكن بجديدة، بل هي مبادرة طرحها المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية منذ أكثر من 40 عاماً، عندما أقر في 1982 خطة واضحة لتشكيل حكومة انتقالية بعد إسقاط النظام، عبر انتخابات حرة وجديدة لتحديد المستقبل السياسي وإرساء دستور ديمقراطي.
في الوقت الذي ظل فيه رجال النظام، بمن فيهم موسوي، يعززون الديكتاتورية وممارسات القمع، بقيت المقاومة الإيرانية على موقفها الثابت والمبدئي: إسقاط النظام بالكامل وإقامة جمهورية ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان وسيادة الشعب، حسب خطة النقاط العشر التي تقدمت بها مريم رجوي.
خاتمة
الصراع الداخلي الذي كشفه بيان موسوي وما تبعه من ردود فعل عاتية يعكس هشاشة النظام وعجزه عن مواجهة الغضب الشعبي المتصاعد داخله. في الوقت الذي يحاول فيه طرف تفادي انهيار النظام عبر تكسير الأصوات المختلفة، يظل الموقف الوحيد الواضح والراسخ هو موقف المقاومة الإيرانية التي تمثل الأمل الحقيقي لتغيير ديمقراطي شامل. الحل لا يكمن في ترميم نظام فاسد، بل في الانتقال إلى دولة جديدة تعتمد الديمقراطية وسيادة الشعب، وهو الطريق الذي تبرزه بوضوح خطة النقاط العشر لقيادة المقاومة.