فضح ضعف النظام الإيراني: اختراق لمراكز القرار وكشف عن فساد كبير

فضح ضعف النظام الإيراني: اختراق لمراكز القرار وكشف عن فساد كبير

 

يشهد النظام الإيراني اليوم حالة من الاضطراب العميق وعدم الاستقرار الأمني، بعد أن كشفت تسريبات وتقارير عن اختراق أمني خطير أعدى الأركان العليا للحكم بالنظام، وبالتحديد لمجلس الأمن القومي الأعلى، ما زاد من أجواء الخوف وزاد انقسامات أجنحة السلطة، كاشفاً عن بنية نخرها الفساد المستشري وعجز النظام عن حماية نفسه.

 

اختراق غير مسبوق في قلب السلطة

الاختراق استهدف اجتماعاً سرياً حضره كبار مسؤولي النظام من رؤساء السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، وقادة القوات المسلحة، والولي الفقيه، إضافة إلى وزراء الأمن والخارجية. وحسب مصادر حكومية، نجا هؤلاء بأعجوبة من الهجوم، ما دفع تساؤلات حادة عن كيفية تمكن إسرائيل أو المخابرات الأجنبية من معرفة التوقيت الدقيق والمكان والتفاصيل الأمنية الدقيقة المتعلقة بالاجتماع.

 

هذا الاختراق يعكس تخندقاً عميقاً في بنية النظام، إذ لا يقتصر الأمر على اختراق إلكتروني، بل يشمل التجسس البشري، ما يشير إلى وجود فساد وتسريب معلومات منهجي يسهل على الاستخبارات استغلاله، وهذا أمر لم يعد جديداً بالنظر إلى تاريخه الطويل في تجنيد عملاء من داخل الحرس النظامي والدوائر الضيقة.

 

ارتباك النظام وحالة انهيار داخلية واضحة

ردود فعل مسؤولي النظام أدت إلى مزيد من إظهار الخلافات الداخلية، إذ بدا كل جناح يحاول التصدي للتهديد عبر شيطنة الطرف الآخر أو طرح حلول ترقيعية مثل حملات تطهير قد لا تجدي نفعاً ما دام الخلل جوهرياً.

 

فيما حاول البعض تصوير الهجوم على أنه جزء من الحرب الخارجية التي يشنها أعداء النظام، جاء إعلان بعض المسؤولين أن “تغيير النظام” هدف لاستراتيجي للعدو، في محاولة لتجنيد الشعب خلف النظام رغم تداعيات اختراقه الأمني الكبير.

 

وفي موقف نادر، أقر بعض النواب بفشل الروايات الرسمية التي تلقي باللوم على المهاجرين أو اللاجئين، معترفين بأن الخيانة البريطانية أتت من داخل أجهزة النظام، وهو ما يفاقم أزمة الثقة ويثبت أن الفساد المالي والإداري سبب جوهري للأزمة الحالية.

 

الفساد كبوابة للاختراق وتهديد وجودي للنظام

يُعد الفساد المستشري في النظام عاملاً محورياً لفشل الأمن وكشف الضعف أمام الخصوم، فبيع المناصب وتبادل الولاءات بدل الولاء الوطني جعل من الأنظمة الأمنية هدفاً سهلاً للاختراق والتجسس. هذه الأمور لم تعد قضايا اقتصادية هامشية، بل تجاوزت ذلك لتصبح تهديداً وجودياً يُفكك أسس النظام ويعرقل قدرته على إدارة أزماته.

 

خاتمة

اختراق مجلس الأمن القومي الإيراني وكشف تفاصيل عن حالة الارتباك والفساد الدخيلة، يمثّل نقطة تحول خطيرة تكشف هشاشة النظام وتفاقم أزماته الداخلية والخارجية. وسط هذا الانهيار، لا بد من مراقبة دقيقة لما ستطرح عنه هذه الأحداث من تداعيات مستقبلية وتأثيرات على الاستقرار السياسي والأمني في المنطقة بأكملها.