الخيار الثالث لإيران: استجابة تاريخية ووطنية لتوازن الحرب والمساومة

الخيار الثالث لإيران: استجابة تاريخية ووطنية لتوازن الحرب والمساومة

 

في ظل الأزمات الداخلية المتفاقمة والتوترات الإقليمية التي تعصف بإيران، يبرز “الحل الثالث” كخيار حتمي وفاعل لإنقاذ البلاد من دوامة الاستبداد والحروب والمساومات السياسية التي فشلت في تحقيق أي تقدم. هذا الحل الذي طرحته المقاومة الإيرانية المنظمة منذ سنوات، لم يعد مجرد شعار بل تجسيد عملي لرؤية وطنية وتاريخية لإيران حرة وديمقراطية.

 

فشل الخيارات التقليدية: الحرب والاسترضاء

أثبتت حرب الـ 12 يوماً الأخيرة بين إسرائيل والنظام الإيراني فشل كل من خيار الحرب وخيار الاسترضاء في معالجة الأزمة الإيرانية. لم تُحدث هذه الحرب أي تغيير جوهري، كما أن صمت وتواطؤ الحكومات الغربية خلال السنوات الماضية لم يمنع تفاقم الأزمات. الأهم من ذلك، أن مصير الشعب الإيراني لا يمكن أن يقرره أي طرف خارجي، بل هو من حق الشعب نفسه ومن خلال نضاله المنظم.

 

الأسس الفكرية والوطنية للحل الثالث

ينبع هذا الحل من مبادئ الاستقلال والحرية والاعتماد على الشعب، وهي قيم تمسكت بها المقاومة الإيرانية منذ بداية ديكتاتورية ولاية الفقيه. الحل الثالث يرفض الإصلاحات الزائفة والاعتماد على الخارج وينادي بالتغيير الديمقراطي الذي يقوده الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة. هذا النهج يعكس مقولة “ما حك ظهري مثل ظفري”، حيث لا يمكن تحقيق التغيير إلا عبر التنظيم والصمود والتضحيات الداخلية.

 

التمييز عن البدائل السلبية

الحل الثالث يضع حداً فاصلاً مع السلبية السياسية التي تكتفي بالشعارات دون تقديم بديل واضح. فهو يحدد بوضوح فاعل التغيير الحقيقي: الشعب الإيراني ومقاومته، وينأى بنفسه عن التبعية والاستسلام للواقع القمعي. إنه دعوة لثورة ديمقراطية حقيقية تعتمد على الشعب ومن أجله.

 

التجربة العملية وديناميكية المقاومة

على مدى أربعة عقود، أثبتت المقاومة الإيرانية بقيادة السيدة مريم رجوي قدرتها على تقديم نموذج عملي للحل الثالث، من خلال الحملات القانونية والسياسية التي أزالت اسم منظمة مجاهدي خلق من قوائم الإرهاب، وكشف البرنامج النووي السري للنظام، ومقاومة سياسات تصدير الإرهاب. شعار “لا غزة، لا لبنان، روحي فداء لإيران” يعبر عن رفض الشعب الإيراني لتورط النظام في حروب المنطقة، ويؤكد على أولوية تحرير إيران نفسها.

 

رؤية المستقبل: إسقاط النظام كاستراتيجية حتمية

يركز الحل الثالث على إسقاط النظام كهدف استراتيجي لا مجرد رغبة، مستنداً إلى تكتيكات وتجارب وشبكات نضالية متينة. يرفض وهم الانهيار التلقائي ويؤكد أن سقوط النظام لن يتم إلا بالنضال والتنظيم ودفع الثمن، كما أثبتت المقاومة من خلال وحدات المقاومة وجيش التحرير الوطني الإيراني.

 

إشارة إلى مقابلة مريم رجوي

وفي سياق دعم هذه الرؤية، أكدت السيدة مريم رجوي في مقابلة حديثة مع صحيفة “النهار” اللبنانية على أن الحل الحقيقي لأزمات إيران يكمن في دعم المقاومة الشعبية المنظمة، التي تمثل الأمل الوحيد لتحقيق التغيير الديمقراطي والسلام في البلاد والمنطقة.

 

خاتمة

في هذه اللحظة التاريخية، يتحول الحل الثالث من خيار إلى ضرورة ملحة. لم يعد النظام قادراً على القمع الكامل، ولم يعد الشعب الإيراني يحتمل المزيد من المعاناة. بين أزمات متشابكة، يلمع الحل الثالث كأفق مشرق لمستقبل حر وديمقراطي، يبنيه الشعب الإيراني بيده، بعيداً عن الحروب والتسويات المخزية.