قتلا على يد جلادي النظام.. شقيقان في دمشق يدفعان ثمن الصمت العالمي

دمشق – خاص
في مشهد يُجسّد أبشع صور الانفلات الأمني والقمع المنهجي الذي تمارسه الأجهزة التابعة لنظام دمشق، استُشهد الشقيقان زاهر أحمد الناعم وشقيقه المحامي يوسف أحمد الناعم بطريقة وحشية، بعد أن تم اختطافهما على يد مجموعة مسلحة تابعة لحكومة النظام، وذلك بتاريخ 11 يوليو الجاري، في منطقة العباسيين وسط العاصمة دمشق.
مصادر محلية أكدت أن عملية الاختطاف تمت في وضح النهار، أمام أعين المارّة، وسط حالة من الرعب والصمت القاتل الذي يفرضه الواقع الأمني المفخّخ في المدينة. وبعد أيام من اختفائهما القسري، تم العثور على جثماني الشهيدين في أحد مستشفيات دمشق، وقد تبيّن أنهما تعرّضا للتصفية ذبحًا، في جريمة بشعة تعيد إلى الأذهان ممارسات التنظيمات الإرهابية، ولكنها هذه المرة تحت غطاء “الدولة”.
الشهيد يوسف الناعم كان محاميًا معروفًا بمواقفه الحقوقية، ومدافعًا صلبًا عن المعتقلين والمظلومين في السجون السورية. أما شقيقه زاهر، فقد كان من الشباب السوريين الذين اختاروا الصمت خوفًا من البطش، لكنه لم ينجُ منه.
هذه الجريمة البشعة تُسلّط الضوء من جديد على واقع “ما بعد الحرب” في سوريا، والذي لم يأتِ بالسلام، بل فتح فصولًا جديدة من الاغتيالات، التصفية، والخطف، في ظل غياب أي مساءلة قانونية، وصمت دولي يُشجّع القتلة على التمادي في طغيانهم.
أين هي الدولة؟ من يملك الحق في الذبح باسم القانون؟ ومتى ينتهي زمن الدم؟
الشهيدين الرحمة، ولذويهما خالص العزاء. أما للقاتل… فالتاريخ لا ينسى، والعدالة قد تتأخر، لكنها لا تموت.