الحدود تشهد توتراً.. قوات الدعم السريع تقترب من الخط الأحمر المصري

قسم الخارجي
في تطور ميداني لافت يعكس تعقيدات المشهد السوداني، كشفت تقارير موثوقة عن حشود عسكرية كبيرة لقوات “الدعم السريع” السودانية، قرب المثلث الحدودي الرابط بين ليبيا وتشاد والسودان، وسط مخاوف من تهديدات محتملة للأمن القومي المصري، لا سيّما على الحدود الغربية الممتدة.
تحرك مريب قرب خاصرة مصر الغربية
قوات “الدعم السريع”، بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، والتي نشأت كميليشيا محلية في دارفور، باتت اليوم قوة مسلحة مدعومة بتمويل كبير وعلاقات إقليمية مشبوهة. ومنذ تفجر الصراع مع الجيش السوداني في أبريل 2023، اتجهت هذه القوات للسيطرة على مناطق شاسعة غرب السودان، وصولًا إلى الحدود مع تشاد، والآن تتمركز قرب ليبيا.
وبينما تبقى القوات المسلحة المصرية على أعلى درجات الجاهزية واليقظة، فإن جغرافيا الصحراء الغربية – الممتدة لأكثر من ألف كيلومتر – تفرض تحديات خاصة، وتفتح الباب أمام احتمالات تهريب السلاح، أو تسلل عناصر متطرفة إلى الداخل المصري.
تشاد.. ممر خلفي لتحركات “الدعم السريع”
رُصدت تحركات عسكرية لقوات “الدعم السريع” داخل الأراضي التشادية، وبالقرب من الحدود الليبية، حيث يعتقد أن هذه التحركات تهدف إلى:
فتح ممر آمن للإمداد والانسحاب.
التمركز داخل الجنوب الليبي لتأسيس قواعد بعيدة عن نيران الجيش السوداني.
اختبار قدرة الوصول إلى العمق المصري عبر الصحراء.
تهديدات محتملة على الطاولة
الواقع الجغرافي الهش في الجنوب الليبي، وتعدد الفصائل المسلحة، يزيدان من خطورة هذا التمركز الجديد. وتشير التقديرات إلى عدة سيناريوهات محتملة، أبرزها:
_تمركز دائم لقوات الدعم السريع قرب الحدود المصرية، ما قد يستدعي ردًا وقائيًا.
_تسلل عناصر متطرفة أو تهريب أسلحة إلى الداخل المصري أو السوق الليبية.
:تحوّل المنطقة إلى سوق سوداء لتجارة السلاح والمقاتلين.
_تدخل أطراف خارجية لخلط الأوراق، خاصة في ظل نشاط مرتزقة دوليين في ليبيا وتشاد.
مصر تتحرك.. ردع لا يعرف النوم
المؤسسة العسكرية المصرية، وبحسب مصادر ميدانية، تتابع الوضع عن كثب، وتكثف من رقابتها الجوية والبرية في المنطقة. كما يُرجح أن هناك تنسيقًا مستمرًا مع ليبيا وتشاد، لضمان ضبط الحدود ومنع أي اختراق محتمل.
وتؤكد عمليات نوعية سابقة للجيش المصري في مناطق مثل السلوم والواحات، قدرة القاهرة على التحرك الاستباقي لردع أي تهديد يمس سيادتها أو أمن شعبها.
التوصيات:
في ظل هذا المشهد المتسارع، تتعزز الحاجة إلى:
تعزيز الرقابة التقنية والاستخباراتية على الحدود الغربية.
رفع درجة التنسيق الأمني مع ليبيا وتشاد.
تحرك إعلامي ودبلوماسي لفضح النوايا التوسعية لقوات الدعم السريع، وتسليط الضوء على تداعياتها الإقليمية.
ختامًا:
رغم خطورة التحركات الأخيرة، تبقى الحدود المصرية تحت السيطرة الكاملة. إلا أن ما يجري جنوبًا وغربًا لا يمكن فصله عن الأمن القومي المصري. فالمعادلة الآن لم تعد حدودًا تُراقب فقط، بل خطًا أحمر يُرسم بثبات، لن تسمح مصر بتجاوزه.