تصريحات ترامب تعيد إثارة النقاش حول قضية اللاجئين في مصر

تصريحات ترامب تعيد إثارة النقاش حول قضية اللاجئين في مصر

تقرير البيان

أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إشعال الجدل العالمي بشأن قضية اللاجئين، بعد تصريحاته المثيرة للجدل التي وصف فيها اللاجئين في بلاده بأنهم “جاءوا من أسوأ الأماكن في العالم”، محذرًا من تهديدهم المباشر للأمن القومي الأمريكي.

هذه التصريحات وجدت صدى سريعًا في الشارع المصري، حيث تجددت المخاوف الشعبية بشأن تداعيات الملف الشائك للجوء داخل مصر، التي تحتضن الملايين من الفارين من مناطق صراع مزمنة في الشرق الأوسط وأفريقيا.

تساؤلات شعبية مشروعة

في أوساط مواقع التواصل، تساءل نشطاء ومعلقون: “إذا كانت أمريكا بكل قوتها تخشى اللاجئين، فماذا عن مصر؟”، مشيرين إلى أن البلاد تستقبل نازحين من دول تشهد حروبًا طاحنة وانهيارات أمنية، مثل سوريا، السودان، اليمن، وليبيا.

البعض ذهب لأبعد من ذلك، معتبرين أن استمرار تدفق اللاجئين بهذا الشكل يمثل “قنبلة موقوتة”، تهدد استقرار المجتمع وتضغط على الدولة في مرحلة اقتصادية شديدة الحساسية.

أرقام متباينة… وقلق متصاعد

وفقًا لبيانات رسمية، تستضيف مصر قرابة 17 ملايين لاجئ ومهاجر من أكثر من 150 جنسية. لكن تقديرات شعبية تشير إلى أن العدد الحقيقي قد يتجاوز 20 مليونًا، مع وجود موجات هجرة غير شرعية وظاهرة عدم تسجيل اللاجئين رسميًا.

هؤلاء يمثلون ما يقرب من 20٪ من حجم السكان، ما ألقى بظلاله على سوق العمل، والخدمات العامة، والاقتصاد المحلي، في وقت تعاني فيه الدولة من تضخم، وارتفاع في أسعار السلع، وضعف في القدرة الشرائية للمواطنين.

الحكومة المصرية: موقف إنساني متوازن

من جهتها، تؤكد الحكومة المصرية أن الدولة تتبنى سياسة مسؤولة وإنسانية تجاه اللاجئين، انطلاقًا من التزاماتها الأخلاقية والدولية، دون أن تلجأ إلى إنشاء معسكرات لجوء كما تفعل دول أخرى.

وفي تصريحات سابقة، أكد مسؤولون أن “مصر تتعامل مع اللاجئين كضيوف، وتوفر لهم فرص التعليم والعلاج والعمل”، مع التأكيد على أن الدولة لن تسمح بأي ممارسات تمس الأمن القومي تحت غطاء اللجوء.

رأي خبير: ملف أمني بامتياز

يقول الدكتور حسن الغمري، أستاذ العلوم السياسية والأمن القومي، إن “ملف اللاجئين أصبح عبئًا مزدوجًا، اقتصاديًا وأمنيًا، خصوصًا مع استغلال بعض الجماعات المتطرفة لحالة السيولة التي يخلقها وجود أجانب غير مسجلين”.

ويضيف: “يجب أن تتحرك الدولة بسرعة لفرض رقابة صارمة على حركة اللاجئين، وضبط أوضاع من دخلوا بشكل غير شرعي، بالتوازي مع تنسيق دولي لتقاسم الأعباء”، مشيرًا إلى أن بقاء الحال على ما هو عليه “قد يؤدي إلى اختلالات اجتماعية وأمنية واسعة النطاق”.

خلاصة

تصريحات ترامب كانت بمثابة جرس إنذار أعاد تسليط الضوء على قضية بالغة التعقيد في الداخل المصري. ورغم حرص الدولة على الظهور بمظهر الحاضن الإنساني، إلا أن الأعباء التي ترتبت على ذلك باتت تتطلب مراجعة واقعية للسياسات القائمة، بما يضمن التوازن بين القيم الإنسانية ومتطلبات الأمن والاستقرار.