صاحب النضال القانوني وتأثير الشارع: لماذا لم يُدرج اسم “أحمد عبدالجواد” ضمن قائمة الشيوخ؟

خالد جزر

رغم أن صفحات السياسة لا تعترف كثيرًا بالغياب، إلا أن بعض الغيابات تصنع جدلًا؛ وتفرض الأسئلة: لماذا لم يظهر اسم النائب أحمد عبدالجواد ضمن التشكيل الأولي للقائمة الوطنية لمجلس الشيوخ 2025 عن محافظة الشرقية، بعد أن كان حاضرًا بقوة في انتخابات 2020؟

الحقيقة أن هذا “الغياب الظاهر”، يخفي خلفه حكاية سياسية ووطنية لا تقل أهمية عن خبر ترشح أو إعادة ترشح.. النائب أحمد عبدالجواد، نائب رئيس حزب مستقبل وطن، والأمين العام للحزب، كان أحد أبرز الوجوه البرلمانية في مجلس الشيوخ بدورته الأخيرة؛ فخلال خمسة أعوام كاملة، لم يكن مجرد اسم على مقعد، بل صوت مؤثر في قضايا الوطن، وفاعل حاضر تحت القبة، وفي الشارع، وفي عمق دوائر التنظيم والعمل الحزبي.

تحمّل ملفات وطنية ثقيلة، وناقش قضايا محلية تمسّ حياة المواطن المصري، وخاض معارك تشريعية وتنموية بعقل رجل القانون، وقلب السياسي، وخبرة كبيرة تشكّلت رؤيتها من نبض الناس وهمومهم.

وعلى الرغم من أن اسمه كان مطروحًا بقوة ضمن قائمة الشيوخ الجديدة، جاءت المفاجأة: غياب طوعي واستجابة صادقة لرغبة جماهيرية واضحة.. فخلال الشهور الماضية، تصاعدت نداءات ومطالب من مختلف أنحاء محافظة الشرقية تطالب عبدالجواد بخوض انتخابات مجلس النواب 2025، باعتباره صوتًا رقابيًا وتشريعيًا لا يكتفي بالتمثيل، بل يجيد المواجهة والانتصار لقضايا مجتمعه.

الناس اختاروا، وهو استجاب، لم يتشبث بمقعد، ولم يطلب دورًا، لكنه أصغى للشارع كما اعتاد أن يفعل دائمًا، وفي الوقت الذي اختار فيه التراجع عن الترشح في “الشيوخ”، ظلّت شهادات التقدير تتوالى عن رجل جمع بين الحس الوطني والدهاء السياسي، وبين الانضباط القانوني والحضور الجماهيري.

ويؤكد المتابعون للمشهد السياسي أن غيابه عن القائمة ليس إلا توقفًا مؤقتًا لإعادة التموضع، تمهيدًا لجولة قد تكون الأهم في تاريخه السياسي، إذا ما قرر خوض معركة “النواب” تلبية لصوت الناس، لا طموحًا شخصيا، وما بين غياب مقصود، وحضور مؤجل.. يبدو أن النائب أحمد عبدالجواد لم يبتعد، بل يستعد لمرحلة أقوى، وأقرب للناس، وللوطن.

وفي سياق متصل استقبل حزب مستقبل وطن، بقيادة النائب أحمد عبدالجواد، بالأمس وفدًا من ممثلي الكيانات السياسية المشاركة في القائمة الوطنية من أجل مصر، وذلك بمقر الحزب الرئيسي، لوضع اللمسات الأخيرة لإعلان أسماء مرشحي القائمة في انتخابات مجلس الشيوخ 2025.

اللقاء أكّد استمرار الحزب في قيادة المشهد السياسي، بفضل قيادات تمتلك من الرؤية والاتزان ما يكفي لصناعة التوازن بين دهاليز السياسة ونبض الشارع.