هدنة غزة… اتفاق غامض تحت غطاء التهدئة المؤقتة

هدنة غزة… اتفاق غامض تحت غطاء التهدئة المؤقتة

البيان

 

في توقيت مفاجئ، أعلنت إسرائيل موافقتها على هدنة لمدة 60 يومًا في قطاع غزة، رغم استمرار القصف والمجازر التي استمرت على مدار أشهر. الهدنة، التي لم تأتِ نتيجة نهاية الحرب أو ضغوط دولية فقط، تبدو كجزء من صفقة أكبر تتجاوز أطراف النزاع التقليدية. المفاجأة كانت في أن من ألمح إلى هذه الصفقة هو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ما يفتح الباب لتساؤلات حساسة حول دوافع التهدئة الحقيقية.

 

ترامب والرهائن: سياسة بأوراق إنسانية

 

 ترامب قد يكون قد استخدم ملف الرهائن كغطاء سياسي لإعادة تموضع حليفه بنيامين نتنياهو، الذي يواجه محاكمة بتهم فساد في إسرائيل. طرح ترامب هذا الملف ضمن خطاباته في سياق الانتخابات الأمريكية، ما يشير إلى تسييس واضح لقضية إنسانية لصالح حسابات انتخابية وتحالفات قديمة.

 

نتنياهو: من المحكمة إلى طاولة التفاوض

 

رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، المحاصر داخليًا بسبب الاحتجاجات ومهدد قضائيًا، وجد في الهدنة فرصة للهروب من دائرة الضغط المحلي، عبر الانخراط في مفاوضات ظاهرها إنساني، وباطنها سياسي. مصادر إسرائيلية تؤكد أن التهدئة تسمح له بكسب الوقت، سواء لإعادة ترتيب أوراقه العسكرية، أو لتخفيف الأعباء السياسية داخليًا.

 

حماس: تحت الضغط ولكن لا تنازل

 

الحركة الفلسطينية، رغم الضغوط الشعبية الهائلة بفعل الحرب الطويلة والكارثة الإنسانية المتفاقمة، لا تُظهر استعدادًا لتسليم سلاحها أو تقديم تنازلات جوهرية. ويُفهم من مجريات التفاوض أن الهدنة لا تعني نهاية الصراع، بل توقفًا تكتيكيًا في انتظار ما ستؤول إليه الصفقة التي تتبلور خلف الكواليس.

 

الأطراف الإقليمية: حضور قطري ومصري مؤثر

 

الدوحة والقاهرة حاضرتان بقوة في مسار التفاوض، ما يعكس أن الصفقة لا تُصاغ داخل تل أبيب أو غزة فقط، بل في عواصم إقليمية وعالمية تمتلك النفوذ والقدرة على تحريك الخيوط. التساؤل الأكبر يبقى: هل الهدف هو تسوية حقيقية أم إعادة ترتيب المسرح لجولة جديدة من الصراع؟

 

الخلاصة: 60 يومًا على حافة الغموض

 

الهدنة ليست انتصارًا لأي طرف، بل استراحة محارب تُخفي خلفها ترتيبات أعقد. مع نهاية الستين يومًا، قد نجد أنفسنا أمام سيناريوهات متباينة: سلام بملامح أمريكية، أو فخ استراتيجي يعيد إشعال المنطقة بقوة أكبر. وحتى ذلك الحين، يبقى الشعب الغزّي هو الحلقة الأضعف في معادلة المصالح الدولية.