أمطار اليوم تكشف الحقائق: الزقازيق تنادي: أين السلامة والمليارات؟.. صور

محافظ الشرقية بـ”الكاجوال” في قلب نفق عرابي بالزقازيق .. مشهد نادر وسط بحر من الإهمال!
خالد جزر
كشفت موجة الأمطار الغزيرة التي ضربت محافظة الشرقية اليوم، الوجه الحقيقي لأداء بعض الوحدات المحلية، بعدما تحوّلت الشوارع والأنفاق الحيوية بمدينة الزقازيق إلى برك ومستنقعات، في مشهد أقرب للسيول التي لم تعهدها المدينة من قبل، مصحوبة برياح عنيفة وسرعة رياح غير مسبوقة.
ورغم استنفار الأجهزة التنفيذية ونزول بعض القيادات ميدانيًا، إلا أن التحرك جاء متأخرًا، وسط غياب شبه تام لوسائل السلامة العامة في الشوارع. ولولا عناية الله، لربما شهدت المدينة كوارث وضحايا، خاصة مع استمرار التيار الكهربائي في مناطق غمرتها المياه بشكل خطير.
الأمر لم يتوقف عند الشوارع؛ بل إن كافة أنفاق المدينة الرئيسية تجاوز منسوب المياه فيها أكثر من متر كامل، ما أدى إلى شلل مروري تام، وتوقف حركة السير بشكل كامل.
المؤلم أن كل هذا حدث بعد أشهر قليلة من افتتاح عدد من مشروعات البنية التحتية التي تكلفت ملايين الجنيهات، وحضر افتتاحها مؤخرًا الفريق كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير النقل والمواصلات والصناعة، في مشهد احتفالي كبير.
لكن الواقع اليوم أثبت أن تلك المشروعات افتقرت لأبسط معايير السلامة في مواجهة الأمطار، ما يفتح الباب لتساؤلات مشروعة حول جدوى هذه الإنشاءات، ومدى التزام القائمين عليها بالمواصفات والمعايير.
ويؤكد ما حدث أن الفساد واللامبالاة ما زالا ينخران في جسد الإدارة المحلية، وأن المواطن البسيط هو من يدفع الثمن دائمًا، سواء عبر الغرق في شوارع مدينته أو عبر غرق ميزانية الدولة في مشاريع لا تصمد أمام أول اختبار حقيقي.
بالكاجوال.. محافظ الشرقية في قلب الأزمة:
في المقابل، أصدرت محافظة الشرقية بيانًا أشارت فيه إلى مشاركة المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية ميدانيًا في متابعة أعمال شفط المياه من داخل نفق عرابي، مرتديًا زيًا ميدانيًا خفيفًا، وسط استنفار تنفيذي شمل رؤساء الأحياء وشركة مياه الشرب والصرف الصحي.افظ الشرقية، بحسب البيان الإعلامي، أن “الأجهزة التنفيذية متواجدة على مدار الساعة للتعامل مع آثار الأمطار، وتم الدفع بسيارات كسح المياه لتهيئة الشوارع أمام حركة المارة والسيارات.”
وأكد المحافظ، بحسب البيان: أن “الأجهزة التنفيذية متواجدة على مدار الساعة للتعامل مع آثار الأمطار، وتم الدفع بسيارات كسح المياه لتهيئة الشوارع أمام حركة المارة والسيارات”.
ورغم هذه الجهود المتأخرة، فإن حجم الكارثة يكشف خللًا متراكمًا في البنية التحتية وتنسيق الاستعدادات، خاصة وأن شبكات الصرف يفترض أنها جُهزت مسبقًا لمثل هذه الأزمات.
أصوات الغضب من الشارع:
قال المواطن محمد شاهين، أحد سكان حي الزهور: “إحنا مش بس غرقنا.. إحنا اتحاصرنا. لا إسعاف تعرف توصل، ولا نار تعرف تطفي، ولولا إننا طلعنا الناس على كتافنا من تحت، كانت هتحصل كوارث. الحكومة نايمة، والمشاريع شكلها للكاميرا بس”.
أما محمد رفاعي، سائق تاكسي ، فقال: “الناس بتدفع دم قلبها في الفواتير والضرائب، وفي الآخر نغرق في شبر ميه! أنفاق صرفوا عليها الملايين، ومفيهاش طلمبة تسحب ميه ولا حتي بلاعات صرف دا عيب، وحرام”.