ما هي أهم العقبات التي تواجه التعليم الحكومي في الدول العربية؟

ما هي أهم العقبات التي تواجه التعليم الحكومي في الدول العربية؟

كلما اقترب موعد الدخول المدرسي في شهر سبتمبر/أيلول من كل عام، يتجدد الحديث عبر دول كثيرة في العالم العربي عن التحديات التي تواجه قطاع التعليم.

تتفاوت درجة تلك التحديات من دولة عربية لأخرى، حسب طبيعة المشاكل التي أفرزها تاريخها وأوضاعها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية السائدة. لكن هناك مجموعة مشاكل مشتركة شبه مزمنة تعاني منها قطاعات التربية والتعليم في جل الدول العربية، خاصة الفقيرة منها، تؤثر بشكل مباشر على جودة التعليم في كل مراحله.

باستثناء الدول الخليجية الست يعتري القطاع التعليمي الحكومي في العالم العربي، سواء في الدول التي تشهد استقرارا نسبيا مثل دول شمال إفريقيا ومصر ولبنان أو تلك التي مزقتها الحروب والصراعات مثل ليبيا وسوريا واليمن وفلسطين والصومال والسودان، ضعفٌ في البنية التحتية التعليمية.

ففي معظم هذه الدول تفتقر العديد من المدارس في المناطق الحضرية إلى المرافق الأساسية، مثل المختبرات والمكتبات والمرافق الرياضية. وتتفاقم هذه المشاكل في المناطق الريفية والنائية حيث تنعدم أحيانا الشروط الدنيا لاستقبال التلاميذ بشكل آمن وتوفير بيئة وظروف مناسبة لتعليمهم.

تعود أسباب هذا الوضع أساسا لضعف التمويل وسوء التدبير. ذلك أن قطاعي التعليم والصحة في العالم العربي لا يحصلان في غالب الأحيان على الميزانية الكافية من الحكومات. وطبيعي أن ينعكس هذا سلبا على رواتب المدرسين وتدريبهم بالشكل الكافي على الأساليب العصرية في التعليم وتحديث المناهج التعليمية، مما يؤثر على قدرتهم في إيصال المعلومات وتحفيز الطلاب وتعزيز جودة الخدمات التعليمية في نهاية المطاف.

وتشكو فئات واسعة من المعلمين والمدرسين من تدني الرواتب وضعف التحفيز المهني ما يؤدي حتما إلى هروب الكفاءات من قطاع التعليم الحكومي إلى الخاص.

قد يجادل البعض أن قطاع التعليم الحكومي في العالم العربي حقق تقدما نوعيا بدخول تكنولوجيا نقل المعلومة الفصل الدراسي في عدد متزايد من المؤسسات التعليمية الحكومية. لكن استخدامها في قطاع التعليم الحكومي لا يزال محدودا بسبب نقص التدريب وضعف البنية الرقمية، علاوة على أن مواكبة التكنولوجيا لا تتم على نحو منتظم. وبالتالي يلاحظ وجود فجوات رقمية بين المناطق الحضرية والريفية والطبقات الاجتماعية والجغرافية المختلفة تعمل على توسيع الهوة في جودة التعليم بين المدن الكبرى والمناطق الريفية. وعادة ما تدفع الفتيات في بعض المناطق الثمن بعدم حصولهن على فرص تعليمية متساوية بسبب العادات أو الظروف.

ومن المشاكل التي يعاني منها قطاع التعليم الحكومي في مراحله الثانوية والعليا عدم توافق المناهج مع سوق العمل. فالمناهج الدراسية غالبا ما تعتمد التكوين النظري بحيث لا يتماشى مع متطلبات العصر من حيث تلقين مهارات جديدة أو الوفاء باحتياجات سوق العمل. وهنا تبرز فجوة أخرى بين أفواج الخريجين ومتطلبات الوظائف.

يقتضي وجود قطاع تعليمي فعال أجواء سياسية مستقرة وبيئة ثقافية تساعد على الإقبال على التعلم. لكن الاضطرابات السياسية والاقتصادية والنزاعات المسلحة في دول مثل سوريا واليمن وليبيا والسودان أدت وتؤدي إلى تدمير المدارس وحرمان الأطفال من التعليم. كما أن الأزمات الاقتصادية تؤثر على قدرة الأسر تحمل تكاليف التعليم، مما يدفع بعض التلاميذ إلى الانقطاع عن التعليم وترك المدرسة وولوج سوق العمل في سن مبكرة أحيانا.

يجمع علماء التربية والتعليم أن فشل التعليم الحكومي في الدول العربية سيؤثر حتما وبشكل كبير على مستقبل الأجيال المتعاقبة في دول عربية بعينها. ويخشى هؤلاء أن ينتج قطاع التعليم الحالي شبابا فاقدا للبوصلة بسبب سياسات انعدام التوجيه الصحيح وفرص الشغل وتبني تكوين بدون أهداف والاعتماد على الكم عوض الكيف.

ويضيف التربويون أن أمر القطاع التعليمي في الدول العربية لن يستطيع تجاوز تحدياته ما لم يتوفر التمويل الكافي وتوجيه الاستثمارات بشكل فعال لتطوير البنى التعليمية التحتية وتحديث المناهج وتدريب المعلمين وإدراج التكنولوجيا وتجويد استخدامها ومواكبتها، والحد من فساد وتبني رؤية بعيدة المدى.

برأيكم،

ما أبرز التحديات التي تواجه قطاع التعليم الحكومي في الدول العربية اليوم؟إلى أي مدى تؤثر الأزمات الاقتصادية والسياسية في جودة التعليم في منطقتنا؟كيف تؤثر أوضاع المعلمين من حيث الرواتب والتدريب كمثال على جودة التعليم؟كيف يمكن للمدرسة أن تتحول إلى بيئة جاذبة ومحفزة للتعلم؟وما دور الأسرة والمجتمع في دعم العملية التعليمية؟

نناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 27 أغسطس/آب.

خطوط الاتصال تُفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989.

إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533

يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message

كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC

أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar

يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب هنا.