هل يتيح حزب الله للحكومة اللبنانية اتخاذ قرار حاسم بشأن السيادة لصالح الدولة؟

هل يتيح حزب الله للحكومة اللبنانية اتخاذ قرار حاسم بشأن السيادة لصالح الدولة؟

في عرض صحف اليوم، نستعرض مجموعة من مقالات الرأي، ما بين مخاوف من عودة الصراع الطائفي في لبنان بعد أن طالبت الحكومة حزب الله بنزع سلاحه، وما بين قرارات ترامب بفرض رسوم جمركية جديدة على بعض الدول، وأخيراً مقال رأي يطالب الأمير هاري بأن يحذو حذو والدته الراحلة الأميرة ديانا.

ونستهل جولة عرض الصحف بمقال في صحيفة الوول ستريت جورنال الأمريكية، كتبه الفريق التحريري بعنوان “مواجهة لبنان مع حزب الله”، عن نزع سلاح حزب الله، الذي من المقرر أن يُنجز نهاية الشهر الحالي، وفقاً لخطة الدولة اللبنانية.

ويتساءل المقال: هل سيسمح حزب الله باستعادة الحكومة اللبنانية السيادة على أراضيها؟

ووفقاً للمقال، فإن حزب الله “سيبذل قصارى جهده للتأخير والعرقلة، مُبقياً الدولة ضعيفة، والجيش متفرجاً على الحرب التي تُشنّ من لبنان نيابةً عن إيران”.

وتقول الصحيفة إن حزب الله اتخذ موقفاً دفاعياً في الداخل، بعد أن أحرجته إسرائيل في الخريف الماضي، بقتلها زعيمه حسن نصر الله وجميع قادته تقريباً، وتدميرها معظم ترسانته الصاروخية.

ويرى المقال أن حسن نصر الله كان مصدر نجاةٍ للحزب؛ بعد أن استطاع حشد جماهير الطائفة الشيعية، الأمر الذي بدا جلياً في جنازته في فبراير/شباط الماضي، وأيضاً خلال الانتخابات البلدية في مايو/أيار الماضي.

واستعان المقال بديفيد داوود من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، الذي قال: “لا يزال لدى حزب الله العديد من الأوراق ليلعب بها”، وأهمها “الورقة الشيعية”.

ورجح المقال ألا يلجأ حزب الله إلى العنف الداخلي أو “قمصانه السوداء” للحيلولة دون نزع سلاحه، بل قد يكفيه التلويح بعودة الصراع الطائفي.

وهذا الأمر، كفيل بأن يُعرقل أجندة رئيس الوزراء نواف سلام والرئيس جوزاف عون، بحسب المقال، لاسيما وأن لبنان لا يزال يعاني من آثار الحرب الأهلية التي وقعت ما بين عامي 1965 و 1990.

ويوضح المقال كيفية هذا التلويح بأنه “إذا استطاع حزب الله، بمساعدة حلفائه في حركة أمل، تصوير نزع السلاح على أنه هجوم على الشيعة، فقد يتمكن من ممارسة حق النقض الطائفي”، بمعنى أن يعيق تنفيذ القرارات الحكومية.

وأشار المقال إلى رفض نعيم قاسم، الزعيم الجديد لحزب الله، نزع السلاح في خطاب ألقاه يوم الثلاثاء، داعياً الحكومة اللبنانية إلى “عدم إضاعة الوقت في العواصف التي تثيرها الإملاءات الخارجية”.

وترى الصحيفة الأمريكية أن الضغط الأمريكي على الحكومة اللبنانية، إلى جانب الغارات الإسرائيلية، لعب “دوراً أساسياً في دفع لبنان إلى مواصلة الضغط على حزب الله”.

وحث المقال على ضرورة مواصلة هذا الضغط الأمريكي، مضيفاً أن مقترح المبعوث الأمريكي توم باراك يتضمن مواعيد نهائية صارمة للتحرك اللبناني، لكن هذا في المقابل “سيخفف عملياً الضغط على حزب الله بتجميد الضربات الإسرائيلية الموجهة إليه”.

ويقترح المقال، في إطار الضغط الأمريكي، على إدارة ترامب بألا تجدد تفويض مهمة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، “التي لا تنتهي أبداً، والتي تُغطي حزب الله”.

ويختتم المقال بأن على لبنان أن يُقرر: “هل لديه الإرادة للعودة إلى العمل كدولة حقيقية؟”

انتصار الرسوم الجمركية “باهظ الثمن”

ما زلنا مع الصحافة الأمريكية، ونطالع مقالاً آخر في صحيفة نيويورك تايمز بعنوان “انتصار ترامب في قضية التعريفات الجمركية ليس كما يبدو”، كتبه إساور بارساد، أستاذ السياسية التجارية في كلية دايسون بجامعة كورنويل الأمريكية، والزميل الأول في مؤسسة بروكينغز.

ويفتتح بارساد مقالته قائلاً إنه يبدو أن الرئيس ترامب ينتصر في الحروب التجارية، وأن “الاتفاقيات مع الاتحاد الأوروبي واليابان وبريطانيا والعديد من الشركاء التجاريين الآخرين، التي دخلت حيز التنفيذ، تبدو أنها لصالح طرف واحد فقط”

وأوضح المقال أن الولايات المتحدة تفرض رسوماً جمركية على الواردات من دول أخرى، “وتتفق هذه الدول على أن هذه الدول على إلغاء رسومها الجمركية على بعض الواردات الأمريكية تماماً، وشراء المزيد من الطاقة الأمريكية ومنتجات أخرى، والالتزام بزيادة استثماراتها في الولايات المتحدة”.

غير أن بارساد يقول إن هذا الانتصار، في نهاية المطاف، سيكون “باهظ الثمن”، خاصة بالنسبة للأسر والشركات الأمريكية وللولايات المتحدة نفسها، نظراً للأضرارالمتوقعة لعلاقاتها مع البلدان الأخرى ومكانتها في العالم.

فالبنسبة للكاتب، لا تزال نقطة اتفاقيات الدول لزيادة استثماراتها في الولايات المتحدة غامضة. علاوة على ذلك، لم يوقع سوى عدد قليل من الدول هذه الاتفاقيات.

كما يواجه فرض ترامب الأحادي للرسوم الجمركية، الذي تخطى خلاله صلاحيات الكونغرس، تحديات قانونية، بحسب المقال.

ومن ثم، فإن الكاتب يرى أن الآمال في أن تُسهم الرسوم الجمركية في خلق فرص عمل وخفض العجز التجاري الأمريكي قد تتأثر سلباً بسياسات ترامب الأخرى.

ويوضح ذلك قائلاً:” قد تجد العديد من الشركات، مثل شركات صناعة السيارات الأمريكية، نفسها في وضع أسوأ مقارنةً بمنافسيها الأجانب نظراً لمواجهتها رسوماً جمركية مرتفعة على واردات الصلب والألمنيوم والمحركات ومكونات أخرى”.

ومن وجهة نظر كاتب المقال، إساور بارساد، فمن غير الواضح مدى صمود اتفاقيات التجارة التي جرى التفاوض عليها حتى الآن، وذلك لأن حالة عدم اليقين ستُعيق الاستثمار التجاري.

ويعلق قائلاً:” لا شيء من هذا يُسهم في نمو الوظائف”.

ويختتم الكاتب مقاله بأن وعود الدول الأخرى بتشجيع شركاتها على الاستثمار في الولايات المتحدة، “مجرد وعود جوفاء”، مرجعاً ذلك إلى أن كل الشكوك التي أثارها ترامب في السياسات الأمريكية، بالإضافة إلى “تزايد هشاشة سيادة القانون”، قد تدفع الشركات الأجنبية إلى “التردد في توسيع عملياتها في الولايات المتحدة رغم حثّ حكوماتها على فعل ذلك”.

على الأمير هاري أن يحذو حذو والدته

Max Mumby/Indigo/Getty Images
صورة للأمير هاري

ونختتم جولتنا بصحيفة التغراف البريطانية ومقال رأي لجوديث وودز بعنوان “على الأمير هاري أن يحذو حذو ديانا ويستخدم قوته من أجل الخير”.

في المقال، تتطرق الكاتبة إلى ما أثير إعلامياً بخصوص مؤسسة “سينتيبالي” الخيرية التي شارك الأمير هاري في تأسيسها عام 2006 لمساعدة الشباب والأطفال في جنوب أفريقيا، خاصةً المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية والإيدز.

وقد انسحب الأمير هاري من “سينتيبالي” عقب صدور تقرير لاذع من مفوضية الجمعيات الخيرية في بريطانيا، يكشف عن أزمة داخلية حادة شملت اتهامات بالعنصرية والتنمر وسوء الإدارة.

ومع ذلك، فإن هيئة تنظيمية للجمعيات الخيرية توصلت إلى عدم وجود دليل على انتشار التنمر أو التحرش أو كراهية النساء على نطاق واسع في مؤسسة “سينتيبالي”الخيرية.

وتوضح الكاتبة في مقالها أن هذه المؤسسة خرجت إلى النور بعد زيارة مؤثرة للغاية عام 2004 إلى ليسوتو، تلك الدولة غير الساحلية، التي أُصيب ربع سكانها بفيروس نقص المناعة البشرية، عندما كان الأمير هاري في التاسعة عشرة من عمره.

وتضيف: “كان متأثراً للغاية ومتفانياً تماًماً، حيث عاد إلى البلاد عدة مرات، مسلطاً الضوء على محنة جيل كامل، وجذب مانحين أثرياء من خلال كأس بولو سنوي، جمع أكثر من 13 مليون دولار (ما يقرب من10 ملايين جنيه إسترليني).

وفي نهاية مقالها، تقول جوديث “إن الأمير كان راعياً مثالياً؛ يُحسن معاملة الأغنياء، ويُظهر عطفه، ويُعنى بهم”،.

وقارنت بينه وبين والدته الراحلة الأميرة ديانا “التي عرفت في جميع أعمالها الخيرية كيف تُسخّر قوتها الفريدة للخير “ولم تتجاوز الحدود قط، ولم تُصبح قصةً تُروى”.