ذكاء اصطناعي يتعقب مزارع النخيل ويعمل على إنقاذها قبل حدوث الكارثة

إيلاف من سان فرانسيسكو: في صيف يزداد فيه الطلب على الابتكار الزراعي والتقنيات الصديقة للبيئة، برزت شركة بريطانية ناشئة تُدعى Spotta بتقنية جديدة قد تغيّر الطريقة التي تحمي بها المزارع نخيلها من الحشرات، دون الحاجة إلى إغراق الأرض بالمبيدات. الخبر تم تداوله في الصحافة التقنية الغربية يوم ٢٩ يوليو ٢٠٢٥ عبر Business Insider.
القصة بدأت من مشكلة يعرفها جيدًا المزارعون في الخليج: سوسة النخيل الحمراء، تلك الحشرة الصغيرة التي تتسلل إلى داخل جذع النخلة وتتغذى عليه بصمت، دون أن تظهر علامات واضحة إلا بعد فوات الأوان. الأساليب التقليدية تعتمد على التفتيش اليدوي والمصائد العشوائية، وهي حلول متأخرة وغير دقيقة. لكن Spotta، الشركة التي تتخذ من كامبريدج مقرًا لها، قررت قلب المعادلة. طورت الشركة نظام مراقبة ذكي يستخدم مستشعرات إنترنت الأشياء (IoT) مدمجة بكاميرات فائقة الدقة تُوزّع في مناطق استراتيجية من الحقول. تستدرج هذه الأجهزة الحشرات باستخدام فرمونات طبيعية، وما إن تدخل الفخ، تلتقط الكاميرا صورة لها، ويبدأ الذكاء الاصطناعي مهمته في التعرف على نوع الحشرة. خلال لحظات، يتلقى المزارع تنبيهًا على هاتفه أو عبر لوحة تحكم خاصة، لتحديد موقع الإصابة بدقة واتخاذ الإجراء المناسب فورًا.
النتائج الأولية، بحسب الشركة، أظهرت انخفاضًا في استخدام المبيدات بنسبة تصل إلى ٥٠٪، مع الحفاظ على صحة المحاصيل ومردودها. الأمر لا يتعلق فقط بالاقتصاد الزراعي، بل أيضًا بالحفاظ على البيئة، إذ أن تقليل استخدام المواد الكيميائية يُسهم في حماية التربة والمياه والأنظمة البيئية المحيطة.
قد تبدو التقنية بسيطة للوهلة الأولى، لكنها تعكس توجهًا عالميًا متسارعًا نحو حلول زراعية مدفوعة بالذكاء الاصطناعي، تُشخّص المشكلة قبل أن تتفاقم، وتمنح المزارع تحكمًا غير مسبوق في بيئة إنتاجه.
ومع أن Spotta لا تزال شركة ناشئة، إلا أن تقنيتها باتت محط اهتمام مزارعين في الخليج وأستراليا والهند، وهي تستعد للتوسع أكثر خلال العام المقبل. وفي مزارع المستقبل، قد لا تطير اليرقة… إلا وقد سبقها الذكاء الاصطناعي بخطوة.