نهاية السنة أم نهاية الكون؟… تحذيرات ستيفن هوكينغ تتجدد مع اقتراب جسم سماوي غامض

نهاية السنة أم نهاية الكون؟… تحذيرات ستيفن هوكينغ تتجدد مع اقتراب جسم سماوي غامض

إيلاف من لندن: الأجسام العابرة لا تخيف علماء الفلك عادة، لكن 3I/ATLAS لا يمر كغيره. هو زائر قادم من حدود المجهول، يحمل معه انعكاسًا لمخاوفنا القديمة: هل نحن على وشك إعادة تجربة كولومبوس ولكن على مقاس كوني؟ تحذيرات ستيفن هوكينغ القديمة عادت، ليس لأن الخطر أصبح وشيكًا، بل لأن الذاكرة البشرية لا تنسى نبوءة مغلفة بالعلم.

3I/ATLAS، جرم بين نجمي سيبلغ أقرب نقطة من الأرض في ديسمبر، ويُحتمل أن يكون مركبة فضائية بطول 12 ميلًا، وفقًا للبروفيسور آفي لوب من جامعة هارفارد.

التقارير الإعلامية البريطانية أشارت إلى انه في 17 ديسمبر المقبل، ستمر الأرض على موعد غير مباشر مع جسم سماوي غامض، 3I/ATLAS، يقترب على مسافة 223 مليون ميل.
المسافة في المقياس الفلكي ليست بالتهديدية، لكنها كافية لإشعال فضول الصحافة، وإيقاظ ذاكرة تحذيرات الفيزيائي الراحل ستيفن هوكينغ، الذي أوصى البشرية قبل رحيله بأن “تبقي رأسها منخفضًا”.

رغم أن أجسامًا كهذه تمر بين الحين والآخر دون أن تثير الكثير من الجدل، إلا أن 3I/ATLAS يحمل في طياته قصة مختلفة: مسار غير منتظم، سرعة هائلة، وفرضيات مفتوحة على احتمالات قد تصل إلى وجود تصميم ذكي خلفه.

هوكينغ: الحذر من “كولومبوس الكوني”

منذ عام 2004، صاغ هوكينغ تحذيراته في عبارات صارت تُستعاد كلما ظهر جسم غامض في السماء:

“الكائنات الفضائية ستكون على الأرجح أكثر تقدمًا منا بكثير… وتاريخ لقاء الأعراق المتقدمة بالشعوب الأقل تقدمًا على هذا الكوكب لم يكن سعيدًا، وكانوا من نفس النوع. أعتقد أننا يجب أن نبقي رؤوسنا منخفضة”.

المقارنة لم تكن اعتباطية. هوكينغ استدعى تاريخ كريستوفر كولومبوس وأثر وصوله على السكان الأصليين في الأميركتين، معتبرًا أن لقاء حضارة متقدمة بأخرى أقل تطورًا غالبًا ما ينتهي بخسارة الجانب الأضعف.

ورغم دعوته إلى مراقبة السماء والإنصات لإشارات محتملة، كان يرفض تمامًا بث موقع الأرض إلى الكون، معتبرًا ذلك أشبه بإرسال عنواننا إلى قوة مجهولة.

3I/ATLAS: الزائر ذو المسار الملتوي

تم اكتشاف 3I/ATLAS في يونيو الماضي. ما أثار الاهتمام العلمي ليس حجمه أو بريقه، بل مساره غير التقليدي. بدلًا من الاكتفاء بالمرور البعيد، يقوم بمناورات قريبة نسبيًا من الزهرة والمريخ والمشتري، قبل أن يمر قرب الأرض.

السرعة هي الأخرى مثيرة: نحو 41 ميلًا في الثانية (150 ألف ميل في الساعة).
عدد من علماء الفلك يفسرونه على أنه مذنب ضخم، لكن البروفيسور آفي لوب، الذي سبق وأثار الجدل مع جسم “أومواموا” عام 2017، يرى أن الانحرافات في المسار قد تشير إلى تصميم اصطناعي.

هذا الطرح لا يعني بالضرورة وجود نية عدائية، لكنه يضع الجسم في خانة “الأشياء التي يجب مراقبتها بعناية”.

أومواموا… شقيق في الغموض

لإعطاء السياق، نستعيد قصة “أومواموا”، الجسم الذي اكتُشف في أكتوبر 2017 قادمًا من خارج المجموعة الشمسية.
كان شكله الممدود وسرعته ومساره غريبًا بما يكفي ليدفع لوب وآخرين لاقتراح أنه ربما مسبار فضائي أو بقايا جسم ذكي الصنع. ورغم أن الرأي العام العلمي انحاز في النهاية إلى كونه جسمًا طبيعيًا، فإن الجدل فتح الباب أمام قراءة جديدة: أن بعض الأجسام العابرة قد لا تكون طبيعية بالكامل.

فخ الذكاء: حين يتحول العقل إلى مكمن خطر

تطرح دراسة علمية نُشرت عام 2024 مفهوم “فخ الذكاء”، الذي يشير إلى أن الثقة المفرطة في قدراتنا — سواء العلمية أو التكنولوجية — قد تؤدي بنا إلى قرارات كارثية.

في هذا السياق، يصبح البحث النشط عن حضارات أخرى أو إرسال موقعنا للفضاء سلوكًا محفوفًا بالمخاطر، أشبه بإشعال شعلة في غابة لا نعرف ساكنيها.

هذا التحليل يتقاطع مع مقاربة هوكينغ الحذرة: “الإنصات آمن… البث قد يكون دعوة غير محسوبة.”

سواء أكان 3I/ATLAS مجرد حجر ثلجي تائه أو سفينة فضائية تراقب بصمت، فإن حضوره في مدار أخبارنا يكشف شيئًا آخر: أننا أكثر استعدادًا لصناعة القصص من مواجهة المجهول.