الهلال: من رمز القوة إلى علامة التفاؤل

جاء ترشيح الأمير نواف بن سعد رئيساً لينقذ الهلال والهلاليين من مرحلة صعبة وأجواء محبطة كان سيمر فيها الزعيم بعد ترجل (الفهد) بن نافل عن كرسي الرئاسة بعد فترة رئاسية ذهبية عاشها الهلال والهلاليون معه قد يصعب على أي رئيس آخر في تاريخ الأندية السعودية أن يحققها، فترة رئاسية امتدت 6 مواسم وأثمرت عن 12 بطولة رسمية وبطولتين وديتين، إضافة إلى 4 مشاركات عالمية كان أبرزها تحقيق وصافة العالم 2022، والتأهل إلى دور الثمانية في المونديال الأضخم قبل أيام بعد الفوز التاريخي على حامل اللقب مانشستر سيتي ومدربه العظيم غوارديولا، في حدث كان ولا يزال حديث العالم، ولا تزال أصداؤه وآثاره تجتاح وسائل الإعلام العالمية.
تعويض رجل بقامة الأستاذ فهد بن نافل وفي هذا الوقت الحرج وهذه الظروف التي تعيشها كرة القدم السعودية لم يكن ممكنًا إلا بخطوة جريئة وشجاعة من الرئيس السابق والمشجع والعاشق نواف بن سعد؛ الذي يكفي أن ترى ردة فعل محبي الهلال وكارهيه على ترشيحه لتعرف أنَّ الهلال قد حسم أعظم صفقاته هذا الموسم!
المهمة لن تكون سهلة على وجه السعد، فالطموحات باتت أكبر، و(التحديات) صارت أصعب؛ لكنه (قدها وقدود)، متسلحًا بخبراته السابقة ومهاراته الإدارية وقوة الشخصية، ومعايشته الدائمة لأوضاع الهلال الذي لم يبتعد عنه لحظة حتى وهو بعيد عن كرسي الرئاسة مستشارًا ومُشارًا ومشاركًا مع إدارة الهلال ورجالاته في صياغة المشهد الهلالي، وهذا سر من أسرار زعامة الهلال؛ الذي يشبه فيه حال تعاقب الإدارات بسباق التتابع حيث يسلم فيه المتسابق الراية لزميله بروح الفريق الواحد حتى يتحقق النصر للجميع، وهو ما لا يحدث في الأندية الأخرى.
الأمير الخبير نواف بن سعد متسلحًا بالخبرات المتراكمة والعلم والثقافة والخطابة والقدرة على مواجهة الخطوب، مستندًا على أسرة الهلال المتكاتفة من رجالات وعشاق بقيادة الداعم الذهبي الأمير الوليد بن طلال قادر بإذن الله على تحقيق طموحات الهلاليين، والحفاظ على مكتسبات الهلال وحقوقه وزعامته وهيبته، أما بن نافل فسيتراجع مسترجعًا مقعده بين العشاق والمحبين، داعمًا ومساندًا للإدارة الجديدة كما ينص دستور الهلال غير المكتوب، وكما كان رؤساء الهلال السابقون داعمين ومساندين له في فترة رئاسته الذهبية التي لا تسع كلمات وعبارات الشكر والثناء أن تفيها حقها.
الهلال من الفهد إلى وجه السعد قادمه أجمل بإذن الله، وإدارة الهلال الربحية بقيادة الأستاذ عبدالمجيد الحقباني تعلم جيدًا ما لدى الأمير نواف بن سعد من خبرات وإمكانيات إدارية؛ لذلك ستدعمه وتمنحه كل الدعم والثقة اللذين يستحقهما رجل بقامة وخبرة وجه السعد، وهو ما سيظهر بداية من ميركاتو الصيف الذي لا يزال الهلال متأخرًا فيه عن أندية أخرى في ذات الخندق وذات الصندوق لا تضاهي الهلال في إيراداته واستقراره المالي، ولا تملك داعمًا محبًا وسخيًا بحجم الوليد بن طلال.
قصف
مداخيل الهلال من مشاركته في كأس العالم 2025 ومن بيع عقد مصعب الجوير 180 مليون ريال حققها في شهر واحد، بينما تعاني أندية أخرى من عجز مالي وديون، وتتستر أندية أخرى على ميزانيتها، المنطق يقول إنَّ الهلال يجب أن يكون هو الأكثر صرفًا وبذخًا؛ والواقع مختلف تمامًا!
عدم تصريف كايو وليوناردو ولودي ومتروفيتش حتى الآن يثير قلق الهلاليين، كما تثيره أخبار الإصرار على نونيز بعد أن تم تعشيمهم بمهاجمين بوزن أوسيمين وإيزاك!
المدير الرياضي الأجنبي الكفء ضرورة ملحة في الهلال تقتضيها المرحلة، مع الاستفادة من قدرات وخبرات فهد المفرج في منصب الرئيس التنفيذي بدلًا من خبير الباييا ستيف كالازادا!
الهلال سيفتقد حارسه بونو ومدافعه كوليبالي لمدة تتجاوز الشهر أثناء إقامة البطولة الأفريقية من 21 ديسمبر إلى 18 يناير، وعين الهلاليين يجب أن تكون من الآن على جدولة الدوري و(كم وكيف) المواجهات التي سيتم فرضها في هذه الفترة!