احترس من الرسائل الرسمية والمحتالين… طرق تبدو جديرة بالثقة لإرسال شيكات مزوّرة؟

إيلاف من سان فرانسيسكو: وصل المغلف إلى العنوان بدقة. غلاف أبيض أنيق يحمل شعار USPS وختم “Priority Mail” الأحمر، كما لو أن جهة رسمية استعجلت في إرسال هذا المحتوى. بدا الأمر مطمئنًا في ظاهره… إلى أن تم فتحه.
في الداخل، لا توجد رسالة ترحيب، ولا توضيحات، ولا حتى توقيع. فقط شيك بمبلغ مغرٍ، بلا هوية مرسِل واضحة.
وهنا تبدأ القصة الحقيقية. في الولايات المتحدة، تُعتبر خدمة USPS (الخدمة البريدية الرسمية) من أعرق وسائل التوصيل وأكثرها استخدامًا، وتقدم خيارًا يُسمى “Priority Mail” يتيح توصيل الطرود بسرعة خلال يوم أو يومين، مع رقم تتبّع وتغليف يبدو احترافيًا. لكن المغلّف الأنيق لا يحميك من الخداع… بل قد يُستخدم كوسيلة خداع.
ذلك لأن المحتالين باتوا يدركون أن الناس يثقون بالمظهر الرسمي. فيرسلون شيكاتهم المزيفة داخل مغلفات Priority Mail لإضفاء شرعية كاذبة. يبدو الأمر مستعجلًا، مهمًا، وربما حتى حكوميًا. لكن كل ما في الداخل مجرد ورقة محبوكة جيدًا.
الأغرب أن بعض هذه الشيكات تصل دون أي توضيح. فقط الشيك. دون رسالة، دون سياق.
لكن هذا أيضًا جزء من الخدعة.
حين يتلقى الضحية الشيك دون شرح، قد يظن أنه خطأ بنكي، أو مكافأة متأخرة، أو حتى حيلة ذكية من شركة يعرفها. البعض يودع الشيك بدافع الفضول أو الارتباك، ثم يتلقى بعد أيام رسالة تقول: أوه، رائع! لقد أودعت الشيك، الآن أرجع لنا جزءًا منه لتحصل على المكافأة.
وفي تلك اللحظة، يكون الضحية قد وقع في الفخ.
ما لا يعرفه الكثيرون هو أن بعض المحتالين يضعون رموزًا أو علامات تتبّع على الشيكات ليراقبوا من يودعها، ويتابعوا رسائلهم لاحقًا. وقد تصل رسالة ثانية عبر البريد أو البريد الإلكتروني أو حتى الرسائل النصية، تحتوي على قصة محبوكة جديدة لإقناعك بتحويل المال بسرعة، قبل أن يكتشف البنك أن الشيك مزيف ويسترد المبلغ من حسابك.
من أشهر السيناريوهات:
• لقد تم اختيارك لتكون متسوّقًا خفيًا! إليك 2000 دولار، أنفق 500 وأرجع الباقي.
• اشترينا منك شيئًا على Craigslist، ووقعنا في خطأ، أرجع لنا الفرق.
• مبروك! ربحت منحة مالية أو جائزة، فقط ادفع الرسوم لاستلامها.
كلها تبدأ بنفس الخطوة: شيك مزيف في ظرف أنيق.
الدرس هنا ليس فقط عن الحذر من البريد، بل عن الحذر من كل ما يبدو رسميًا أكثر من اللازم. لأن الأمان الحقيقي لا يأتي من شكل المغلف… بل من السؤال: من أرسل هذا؟ ولماذا؟