روبوت بشري يقفز ويجري… بسعر جهاز هاتف؟ كيف غيّر “Unitree R1” معايير المنافسة

إيلاف من سان فرانسيسكو: لم يكن ظهورًا على المسرح، ولا مؤتمرًا عالميًا ضخمًا، بل مجرد فيديو قصير نشرته شركة صينية ناشئة يوم الجمعة 25 يوليو 2025. لكن محتوى هذا الفيديو كان كفيلًا بإثارة الدهشة على نطاق واسع: روبوت بشري صغير الحجم، يقفز ويجري ويؤدي حركات رياضية بهلوانية، بسعر لا يتجاوز 5900 دولار أميركي.
الروبوت الجديد يحمل اسم Unitree R1، وهو من إنتاج شركة Unitree Robotics ومقرها هانغتشو في الصين. ظهر الروبوت في مقطع مصوّر وهو يقوم بحركات جسدية مذهلة مثل الشقلبة، الوقوف على اليدين، الركلات، والعدو نزولًا على منحدر، ما جعله يبدو وكأنه خارج من فيلم خيال علمي، لكن هذه المرة بسعر أقرب إلى هاتف ذكي متطور.
يبلغ طول الروبوت حوالي 121 سنتيمترًا، أي ما يعادل طول طفل صغير، ويزن 25 كيلوغرامًا. زُوّد بـ26 مفصلًا متحركًا تمنحه مرونة عالية في الحركة، إلى جانب كاميرتين مزدوجتين في رأسه، ميكروفونات للاستماع، مكبّرات صوت للتفاعل الصوتي، ومعالج ثُماني النوى مدمج مع وحدة معالجة رسومية خاصة بالتعلم الآلي.
رغم ذلك، لا يمتلك R1 أيدي مرنة يمكنها الإمساك أو التعامل مع أدوات، بل ذراعين ينتهيان بما يشبه قبضتين مغلقتين، مما يضع حدودًا واضحة لاستخداماته اليومية حتى الآن. البطارية الداخلية قابلة للإزالة وتمنحه قرابة ساعة من التشغيل المتواصل، مع إمكانية شحن بطارية إضافية أو تبديلها بسهولة.
الشركة أوضحت في بيانها أن الهدف من الروبوت حاليًا ليس الدخول إلى كل منزل، بل توفير منصة اختبار واقعية للباحثين والمطورين والجامعات. وقالت صحيفة South China Morning Post إن الشركة تسعى من خلال R1 إلى توسيع نطاق تطبيقات الروبوتات البشرية، خاصة في الأبحاث، التعليم، وربما المهام الصناعية مستقبلًا. وقد بدأت بالفعل شركة السيارات الصينية Geely بتجربة روبوتات مشابهة من إنتاج Unitree في خطوط الإنتاج الخاصة بها.
اللافت أن هذا السعر يُعتبر اختراقًا في سوق الروبوتات الشبيهة بالبشر. فعلى سبيل المقارنة، طرحت Tesla روبوتها الأولي “Optimus” العام الماضي بتكلفة متوقعة تتجاوز 20 ألف دولار، بينما بلغ سعر روبوت Unitree الأقدم G1 نحو 16 ألف دولار، وشقيقه الأكبر H1 حوالي 90 ألف دولار. أما R1، بسعر يقل عن 6 آلاف دولار، فيُعد أول محاولة جادّة لإتاحة الروبوت البشري للجمهور العام، أو على الأقل للباحثين والهواة الطموحين.
تقرير موقع TechRadar وصف الروبوت بأنه نقطة تحوّل في الصناعة نظرًا للجمع بين السعر المقبول والقدرات الحركية المرنة، بينما قالت منصة New Atlas إن الفيديو الترويجي وحده كفيل بإشعال خيال الجيل القادم من مطوّري الروبوتات. أما الشركة نفسها، فقد اختارت عبارة تسويقية لافتة: “مولود من أجل الرياضة”، في إشارة إلى أن R1 لا يتحدث ولا ينظف ولا يطبخ، لكنه يقفز ويركض ويتفاعل بجسده.
قد لا يكون هذا الروبوت قادرًا على أداء المهام المنزلية بعد، لكنه يعلن بصمت عن اقتراب حقبة جديدة. حقبة يصبح فيها الروبوت الشخصي قريبًا من متناول الجميع، ليس فقط في الأفلام، بل على أرض بيتك.