لماذا تتجه شركات التكنولوجيا الكبرى نحو محطات الطاقة النووية الصغيرة في الوقت الراهن؟

إيلاف من سان فرانسيسكو: في ظل التوسع الجنوني للذكاء الاصطناعي، لم تعد الطاقة التقليدية كافية. يوم أمس، 30 يوليو 2025، ارتفع سهم شركة “Nano Nuclear Energy” بنسبة تجاوزت 45%، بعد إعلانها تقدمًا في تصنيع مفاعلات نووية صغيرة الحجم، لكن قوية بما يكفي لتشغيل مراكز بيانات كاملة. الشركة التي تُعد من الشركات الناشئة الواعدة في مجال الطاقة النووية، تعمل على تطوير مفاعلات محمولة لا يتعدى حجمها حجم ثلاجة منزلية. الهدف؟ تزويد شركات التقنية الكبرى بالكهرباء اللازمة لتشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تستهلك الطاقة بلا رحمة.
وفقًا لموقع investors.com، فإن شركات مثل Google وMicrosoft وAmazon تراقب هذه التقنية عن كثب، بل بدأت بعض الجهات بالفعل في توقيع اتفاقيات أولية للحصول على هذه المفاعلات في المستقبل القريب.
ما يجعل هذا الحدث مهمًا ليس فقط ارتفاع قيمة السهم أو التقنيات النووية، بل الحقيقة المخفية خلفه، الذكاء الاصطناعي لا يعمل على الهواء. مراكز البيانات التي تدرب النماذج اللغوية وتدير الخدمات الذكية تستهلك كميات هائلة من الكهرباء. وفي ظل الضغوط البيئية على الفحم والغاز، تظهر المفاعلات النووية الصغيرة كحل “ذكي” ومستدام.
الأمر لا يخلو من الجدل، خاصةً في ظل الحساسيات السياسية المرتبطة بالطاقة النووية، ولكن يبدو أن التوجه العالمي يسير نحو تبنّي هذه التكنولوجيا، لا سيما في ظل التغير المناخي والحاجة لتقنيات صديقة للبيئة وموثوقة في الأداء.
“Nano Nuclear” لم تُطلق مفاعلاتها بعد، لكنها في طريقها لبناء أول نموذج خلال أشهر. وإذا نجحت، فقد نرى خلال سنوات قليلة مراكز بيانات تعمل بالكامل بالطاقة النووية المصغّرة… هل ستبدأ من وادي السيليكون؟ ربما. وربما، إلى جانب البُعد التكنولوجي، تمثّل هذه الطفرة أيضًا فرصة استثمارية واعدة لمن يراقب تحرّكات السهم عن كثب… فالطاقة التي تُغذّي الذكاء الاصطناعي، قد تشبع المحافظ الذكية.