“عرض صور هتلر” .. الكنيست الإسرائيلي يتناول “الخصم الجديد”: مصر

إيلاف من تل أبيب: في تطور خطير يكرّس تصاعد الخطاب العدائي تجاه مصر داخل الأوساط السياسية الإسرائيلية، شهدت جلسات الكنيست للمرة الثانية خلال فترة وجيزة موجة غير مسبوقة من التحريض المباشر ضد القاهرة، وسط اتهامات متطرفة طالت القيادة المصرية والإعلام الرسمي وحتى الرأي العام الشعبي.
قاد الهجوم أعضاء بارزون من اليمين الإسرائيلي المتشدد، وعلى رأسهم النائبة ليمور سون هرميليخ والنائب عيدان رول، حيث زعم الأخير أن مصر لم تعد طرفًا محايدًا في النزاع بين إسرائيل وحركة حماس، بل أصبحت – حسب تعبيره – “جزءًا من المعركة”.
وخلال مداخلته، لم يتردد رول في توجيه اتهامات خطيرة إلى الدولة المصرية، متحدثًا عن دعم مزعوم تقدمه القاهرة للمقاومة الفلسطينية من خلال تهريب الأسلحة إلى غزة، وتحريض وسائل إعلامها ضد تل أبيب، مؤكدًا أن الإعلام المصري لا يزال يصف إسرائيل بـ”العدو”، رغم مرور أكثر من أربعة عقود على اتفاقية السلام بين الجانبين.
ولم يتوقف التصعيد عند حدود التحليل السياسي، بل تجاوزه إلى اتهامات تمس المجتمع المصري برمّته، حيث وصف رول المصريين بأنهم “معادون للسامية”، مدّعيًا أنهم ينشرون رموزًا نازية وصورًا لأدولف هتلر، مرفقة بتعليقات تدعو لإبادة اليهود.
الجلسة التي جرت تحت عنوان “الحدود المصرية-الإسرائيلية والواقع الأمني المتغير”، شهدت أيضًا تصعيدًا كلاميًا من المستشرق الإسرائيلي المثير للجدل إيدي كوهين، الذي شن هجومًا حادًا على القيادة المصرية، وخصّ الرئيس عبد الفتاح السيسي والجيش المصري باتهامات مباشرة، مدعيًا أن مصر أصبحت “الخطر الأكبر على أمن إسرائيل”. كما انتقد كوهين سفيرة إسرائيل السابقة لدى مصر، أميرة أورون، على خلفية تقليلها من خطورة الوضع الأمني، قائلاً لها بصيغة مباشرة: “المصريون يعتبروننا أعداء، سواء شئتِ أم أبيتِ”.
الخبراء الحاضرون لم يخفوا قلقهم إزاء ما وصفوه بـ”التحركات العسكرية المصرية المتزايدة في سيناء”، والتي رأوا فيها تجاوزًا لبنود اتفاقية كامب ديفيد، فيما بدا وكأنه تلميح إلى احتمال حدوث مواجهة عسكرية مستقبلية، رغم أن العلاقات بين الجانبين لا تزال رسمياً ضمن أطر التعاون الأمني والدبلوماسي.
هذا الخطاب المتطرف داخل الكنيست يعكس بوضوح مناخًا سياسيًا متوتراً، يحمل في طياته نذر تصعيد دبلوماسي بين القاهرة وتل أبيب، وقد يضع العلاقات الثنائية أمام اختبار غير مسبوق في ظل ما تشهده المنطقة من تحولات متسارعة.