أتمنى لو أنك لم تسأل!

أتمنى لو أنك لم تسأل!

أحمد المغلوث

كعادة بعضهم من خريجي الجامعة، كل خمس سنوات يقوم واحد باستضافتهم في منطقته ويتحمل كل واحد منهم تكاليف السفر والإقامة، أما الضيافة فيتحملها من يقع عليه الاختيار. قبل عقود وقع الاختيار على زميلهم الدكتور فهد والذي امتاز بخفة دمه وجسده، وأنفه الدقيق.

ومنذ لحظة الموافقة على الحضور إلى الأحساء شكل فريق عمل من أولاده، هناك من سوف يستقبل بعضهم في القطار، والبعض الآخر في المطار والذين سيأتون عبر سياراتهم فأخبرهم مسبقا سكنهم سوف يكون في فندق الروضة من مساء الأربعاء حتى مساء السبت، والفندق يقع في دوار الخميس، وأخبر الجميع بأن صالة الفندق سوف تكون نقطة قدومهم وتجمعهم وحسب البرنامج المعد لزيارتهم. سوف يتضمن زيارة سوق القصرية، وبعد صلاة يوم الجمعة في مسجد الإمام فيصل بن تركي سوف يتوجهون إلى مزرعته التي تقع شرق الهفوف على بعد مسافة من جبل قارة.

كان زميلهم د. فهد منذ صباح الأربعاء في انتظارهم في صالة الفندق. فلقد أبرق له أحد الزملاء قدومه مساء الأربعاء من سكاكا لأنه لم يجد حجزاً مؤكداً إلا في هذ اليوم، وآخر والذي سوف يحضر مبكراً من الخبر بهدف أن يلحق على سوق الخميس، وسبحان الله جميع المحتفى بهم التقوا في نقطة كبيرة وواسعة هي رغبتهم في التسوق من سوق الخميس والقيصرية ومشاهدة جبل قارة، لذلك كان حضور بعضهم من يوم الأربعاء حتى يتاح لهم الفرصة كاملة لمشاهدة السوق ومتعة التسوق فيه، والاستمتاع بما يشتمل عليه من منتجات محلية من إبداع أبناء الأحساء، والذين برعوا ومنذ القدم بصناعة كل ما يحتاجه الإنسان من مواد وأدوات تساعده على ممارسة حياته وأعماله بيسر وسهولة، بل تفننت أسر عديدة في إنتاج الملابس والأدوات التي يحتاجونها في حياتهم اليومية أو لمساعدتهم في ممارسة أعمالهم في مزارعهم أو داخل بيوتهم حيث توجد داخلها أماكن للحياكة.

بل امتازت الأحساء عبر التاريخ بصناعة الذهب والمجوهرات والمشالح والعبي النسائية المقصبة والتي أهديت واحدة منها مع ثوب النشلا لصاحبة السمو الأميرة أليس عندما زارت المملكة عام 1938م وحرصت على زيارة الأحساء يرافقها زوجها وابنها.. وأقامت فيها عدة أيام وكان مقر إقامتها في مبنى الإمارة الذي كان يوما أجمل وأروع مبنى في السعودية والخليج حسب ما أشار إليه زوار الأحساء من رحالة ومستكشفين في كتبهم ومذكراتهم..

هذا وتوجه زملاء الدراسة إلى مزرعة د. فهد، وبعد استراحة قصيرة في مجلس المزرعة والتي كانت تطل على بركة كبيرة. كان كل واحد منهم تلوب داخله رغبة وشغف شديد بأن يسارع بخلع ملابسه ويقفز في هذه البركة، لكن، ولكن ما صعب، ولكن في هذه الحالة إذا بصاحبهم فهد يدعوهم إلى تناول طعام الغداء في قاعة الطعام.

توجه الجميع إليها. وحول مائدة فيها كرم وتنوع مما اشتهرت به الأحساء من فواكه مختلفة وما أكثرها حين تعدها وتميزها.. بعد الغداء أشار إليهم صاحبهم فهد إذا أحبوا أن يأخذوا قيلولة فخلف قاعة الطعام جهز لهم خيمة لاستراحتهم.. وإذا بهم يردون عليه أكلنا كثير ونريد أن نسبح ونشعر ونتحسس مياه الأحساء الشهيرة التي سمعنا عنها. فرد عليهم باسماً وقال على كيفكم. وتوجه جميعهم في خلع ملابسهم وتوجهوا للسباحة ما عدا واحد توجه إلى الخيمة. فلحق به أحد زملائه وقال له في اقتضاب: أجل في هذا العمر وتخاف تسبح، فرد عليه وهو يتأمل وجهه: بل أني أعشق السباحة وكنت أكاد أحد المميزين فيها أيام الجامعة وحتى خلال سفري للخارج، ولكن الآن تغيرت الأحوال وجاء» الكبربرر» وليتك يا أخي ما سألت.