جدل في مصر بعد وفاة شاب أثناء الاحتجاز، والسلطات ترفض اتهامات “التعذيب”

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر مقاطع مصورة تظهر تجمهر عدد من الأهالي في مواجهة سيارة للشرطة ليل الأحد. وبحسب المقاطع المتداولة، فإن مكان التجمهر هو محافظة الدقهلية شمال شرق مصر، وجاءت احتجاجا على وفاة شاب أثناء حبسه منذ عدة أيام في قسم شرطة “بلقاس.
وبحسب تقرير للشبكة المصرية لحقوق الإنسان، يدعى الشاب أيمن صبري عبد الوهاب، وهو طالب جامعي يبلغ من العمر 21 عامًا.
ويقول التقرير إنه “توفي داخل حجز قسم شرطة بلقاس بمحافظة الدقهلية، بعد أسبوع من التعذيب الذي تعرض له داخل القسم”.
وفي أخر زيارة قامت بها أسرته يوم الجمعة، بدا أيمن في حالة إعياء شديد، وسقط مغشيًا عليه أمامهم، بحسب التقرير.
ونشر أحد مستخدمي موقع إكس ما وصفه باحتجاجات أمام محكمة بلقاس وحدوث مناوشات مع قوات الأمن في محيط المحكمة.
🔴 احتجاجات أمام محكمة بلقاس بعد وفاة الشاب أيمن صبري تحت التعذيب داخل مركز شرطة #بلقاس بمحافظة الدقهلية ومناوشات مع قوات الأمن في محيط المحكمة. pic.twitter.com/qTS5sMU9OU
— Ali Bakry (@_AliBakry) July 27, 2025
ونشر مستخدم آخر أن الاشتباكات كانت بسبب وفاة الشاب أيمن صبري “داخل مركز شرطة بلقاس”.
🔴 بعد وفاة الشاب أيمن صبري 21 سنة تحت التعذيب داخل مركز شرطة #بلقاس
احتجاجات بمحافظة الدقهلية ومناوشات مع قوات الأمن في محيط المحكمة.#معبر_رفح #غزة_تقتل_جوعاً #بلقاس_الدقهلية #غزة #محافظ_القاهرة pic.twitter.com/17CB7dUA30— Youssef Mohamed (@Youssef97696132) July 27, 2025
وطالب أحد المستخدمين بضرورة وجود تحقيق سريع ومحاسبة المسؤولين عن وفاته “إذا كانت بسبب التعذيب”.
عاجل، احتجاجات أمام محكمة #بلقاس بمحافظة الدقهلية ووقوع مناوشات مع الشرطة.
الاحتجاجات سببها وفاة الشاب أيمن صبري تحت التعذيب داخل مركز شرطة #بلقاس_الدقهلية كما يصرح المحتجون.
لابد من تحقيق سريع ومحاسبة المسؤولين عن وفاته إن كانت فعلا بسبب التعذيب.
أسأل الله أن يغفر له وأن يرحمه. pic.twitter.com/rJVGkvG0RE— محمود سعد حجي (@doc_mahmoudsaad) July 27, 2025
لم يتسن لبي بي سي التأكد من صحة الفيديوهات المتداولة بشكل مستقل.
شهادة أسرة المتهم
وصرحت شقيقة الشاب للشبكة المصرية لحقوق الإنسان بملابسات القبض على أخيها أثناء ذهابه إلى مصفف الشعر وتوجيه تهمة حمل سلاح أبيض وحيازة حشيش (مخدرات). وتضيف شقيقته أنه أثناء زيارة الأسرة لأخيها، بدا عليه بعض الإرهاق، فسألته شقيقته ما إذا كان قد تعرض للضرب، ولكنه طالبها أن تصمت وقال لها: “ضرب الحكومة مش عيب”، بحسب وصفها.
وقالت شقيقته بحسب التقرير إنه بعد إبلاغهم بوفاة شقيقها، طُلب منهم الذهاب إلى المشرحة للتعرف على الجثة، فوجدوا بعض الكدمات في وجهه وجسده. وتم إخبارهم أنه توفي نتيجة سكتة قلبية، وبسؤالهم عن سبب الكدمات، أجابهم أحد أمناء الشرطة أنها نتيجة صدمات كهربائية “للتأكد من وفاته”، وربما قصد محاولة إنعاش قلبه.
وصرحت الفتاة “مات شقيقي من التعذيب بمركز بلقاس”. علي حد وصفها.
وبحسب فيديو منسوب لمحامي المتهم أيمن صبري قال إن التحقيقات مازالت جارية ولم يظهر بعد تقرير الطب الشرعي وأضاف أن التجمهر الذي حدث لم يتضمن أحداث عنف، ولكن فقط للمطالبة بحق موكله.
محامي أسرة الشاب أيمن صبري يروي تفاصيل الواقعة داخل قسم شرطة بلقاس بالدقهلية#معبر_رفح #غزة_تقتل_جوعاً #بلقاس_الدقهلية #غزة #محافظ_القاهرة#المعصرة_حلوان #المعصرة pic.twitter.com/EzjarccMgT
— Youssef Mohamed (@Youssef97696132) July 27, 2025
رد السلطات المصرية
وردت وزارة الداخلية المصرية في بيان لها صباح يوم الاثنين أن المتهم المذكور محبوس بقرار من النيابة العامة بتاريخ 21 من شهر يوليو/ تموز الجاري على ذمة التحقيق في قضية اتجار بالمواد المخدرة وحيازة سلاح.
وأضاف البيان الرسمي أن المتهم شعر بحالة إعياء مفاجئ بمحبسه بتاريخ 26 يوليو/ تموز الجاري، ونُقل على إثرها إلى إحدى المستشفيات لتلقي العلاج اللازم، لكنه توفي وتم إخطار أهله بالوفاة.
وسألت السلطات المصرية نزيلين محبوسين رفقة المتهم، لكنهما لم يتهمَا أحدًا أو يشتبها في وفاته جنائيًا.
وتولت النيابة العامة التحقيق، وكلفت الطب الشرعي بتوقيع الكشف الطبي على جثمان المتهم، وصرحت بالدفن عقب ذلك، بحسب بيان الداخلية.
فى إطار ما تم تداوله بعدد من الصفحات بمواقع التواصل الإجتماعى بشأن وفاة أحد المتهمين داخل محبسه بمركز شرطة بلقاس بالدقهلية .. فقد تبين أن المذكور محبوس بقرار من النيابة العامة بتاريخ 21الجارى على ذمة التحقيق فى قضية إتجار بالمواد المخدرة وحيازة سلاح ، وبتاريخ 26 الجارى شعر بحالة… pic.twitter.com/zEWEfXB577
— وزارة الداخلية (@moiegy) July 27, 2025
خالد سعيد يعود إلى الأذهان
شبّه عدد من المستخدمين واقعة أيمن صبري بما حدث مع خالد سعيد، الشاب الذي اعتبره الكثيرون أحد أسباب اندلاع انتفاضة عام 2011.
وقُتل سعيد خلال عملية إلقاء القبض عليه من قبل الشرطة في مقهى للإنترنت في منطقة سيدي جابر بمدينة الإسكندرية في يونيو/ حزيران 2010
#بلقاس تشعل شرارة الثورة في #مصر.
وكما كان خالد سعيد ايقونة ثورة 25 يناير سيكون أيمن صبري كذلك.لا تستهِن بهذه المشاهد التي تُرعب النظام.
إنه يعيش آخر أيّامه، وستبتلعه مزبلة التاريخ إلى الأبد.#السيسي_خاين_وعميل pic.twitter.com/ppVAKkfAAc— نظام المهداوي – Nezam Mahdawi (@NezamMahdawi) July 27, 2025
وقالت الشرطة حينها إن الشاب كان ملاحقًا وحاول بلع لفافة مخدر كانت بحوزته، لكن أسرته ومحاميه قالوا إن اللفافة وُضعت في حلقه عنوة، وتسببت في وفاته، وإنه تعرض للضرب المبرح بعد اعتقاله.
وقد أثار موت سعيد إدانة عالمية ومحلية، وخرجت مظاهرات احتجاج في الإسكندرية والقاهرة نظمها نشطاء حقوق الإنسان ومعارضون للنظام السابق في مصر.
وإثر ذلك، وجهت النيابة العامة إلى شرطيين تهمتي القبض على مواطن دون وجه حق، واستخدام القوة المفرطة.
وقضت محكمة في مصر بسجن اثنين من أفراد الشرطة 10 سنوات لإدانتهما بقتله.
وتواجه أجهزة الأمن المصري اتهامات متكررة من منظمات حقوقية “باعتماد سياسة تعذيب واستخدام مفرط للقوة بصفة ممنهجة داخل مراكز الشرطة”، وهو ما تنفيه السلطات المصرية بشكل متكرر.
وقالت منظمة العفو الدولية في تقريرها لعام 2020 إن ظروف الاحتجاز في مصر “قاسية وغير إنسانية”.
وذكر تقرير للخارجية الأمريكية صدر العام الماضي 2023 حول حقوق في الإنسان في مصر عن حدوث “عمليات قتل تعسفية أو غير قانونية أثناء اعتقال الأشخاص أو احتجازهم”.
وأطلقت السلطات المصرية في عام 2022 “الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان”، وقالت إنها “تهدف لتعزيزالحقوق الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية داخل البلاد.”