زياد الرحباني وجورج عبد الله… لحظتان مخيبتان للآمال

زياد الرحباني وجورج عبد الله… لحظتان مخيبتان للآمال

زياد الرحباني الذي طوى صفحته الأخيرة أمس، لم يكن عادياً. في الواقع تفوق على فيروز وعاصي اللذين أنجباه. فقد جمع التأليف والتلحين والتوزيع والغناء إلى التمثيل المسرحي. جمع كل المواهب في شخصه، رغم أنه أساء إلى نفسه كثيراً. وهذه حال مبدعين كثر. ربما هي حال الفنانين الذين يعيشون فنّهم بكل جوارحهم، وهو ما لا يمكننا فهمه. ربما ينبثق فنّه من تلك اللامبالاة، والابتعاد عن العالم، ليعيش حالة خاصة تتفجر إبداعاً.سألتني صديقة بالأمس: “لماذا لم يُكرّم زياد الرحباني في حياته؟” قلت لها إنه لا يحب التكريم، ولا يهوى المناسبات الاجتماعية المنمّقة، بل حفلات التكاذب غالباً. ولم يكن ليردّ على الهاتف، أو يستقبل شخصاً يتملّق له ليقيم احتفالا على حسابه.لكن عزلة زياد الرحباني جعلته بعيداً من الواقع المجتمعي الحياتي، فلا تفاعل معه إلا لمن أدرك فنّه، وهؤلاء إلى تقلّص، لأن الجيل الأكثر حداثة لم يعرفه جيداً، بل ربما لا يعني زياد لكثيرين منهم. في الجانب المظلم من المشهد، تعليق قرأته أمس للكاتبة والشاعرة غادة محمد فؤاد السمان عبر فايسبوك، يظهر تعامل المجتمع حياله بلا مبالاة …