غاليري 54: لوحات بورتريه تنبض بالضوء، ألوان تتنافس وذكريات تأخذ وقتها في معرض “فنون السرعة”

إيلاف من لندن: في قلب سوق Shepherd Market في حي Mayfair الراقي بلندن، ينطوي “غاليري 54” على سرّ فني يأبى إلا أن يهمس بأناقة الزمن القديم، حينما يستقر داخل مبنى تراثي من القرن السابع عشر، جُدد بهدوء ليمزج الأصالة بالحيوية المعاصرة في مساحة عرض لا تتعدى طابقين مفتوحين بسلم داخلي يضفي جواً دافئاً كأنه بيت فنان.
وسط جو مريح حمينيّ، أقيم معرض “The Art of Speed” الذي بدا كقصيدة بصرية قصيرة تحتفل بالحركة، بالأناقة، وبقوة الإيحاء. ملصقات سباقات السيارات، ولوحات منوعة للأزياء والسينما، وبورتريهات تنبض بالحياة للفنانتين سارة فون كينيغر ويانا باراباش، شكلت فسيفساء فنية تتحدث بلغة الديناميكية والثورة الخفيفة.
ضربات فرشاة سارة القوية، بتعبيرها الخام، تتباين مع حساسية يانا الحالمة، لكن تناقضهما يخلق انسجاماً بصرياً أشبه برقصة: فالأولى تنبض بالحركة، والثانية تهمس بالغموض. لأولها جذورٌ في الإعلانات والسينما النمساوية، أما الثانية فقد كرّست نفسها للفن منذ انطلاقها من أوكرانيا قبل أن تستقر في جزيرة وايت منذ عام 2022.
كما ضمّ المعرض ملصقات سينمائية كلاسيكية من الستينيات، أبرزها لبارباريلا و”بلو أب”، حيث اشتعَل وجه جين فوندا على خلفية عصريّة مثّلَت ملامح ثقافة “المود”، بينما استوحيت شخصية “أوستن باورز” جزئياً من تلك الرؤية الجمالية. ملصقات سباقات الجائزة الكبرى في موناكو من خمسينيات القرن الماضي حملت عبق الشمس والفخامة، كما لو أنك تجلس على شرفة بالقرب من أودري هيبورن في مقهى مشمس.
ثم جاء التصوير الفوتوغرافي للأزياء، لا سيما أعمال رون فالون، أحد أيقونات عين الستينيات، بصورٍ أنيقة لهؤلاء النساء الرموز: تويغي، جين شريمبتون، فيكي هودج… بمزيج ساحر من الثقة الهادئة والرفعة المرئية، كان التصوير يكشف روح عصر كامل على صفحة “فوغ” أو بقية المجلات العالمية الراقية.
يقيم هذا المعرض في الغاليري الذي يعد منصة حضنّت أعمال أكثر من 20 فناناً محلياً ودولياً، يقدّم الفن التجريدي العصري في تباين متناغم مع الجدران القديمة والحجر الأصيل، مما يُحدث توافداً بصرياً يحكي التاريخ ويحتفل بالحداثة.
من المقرر أن يعود معرض “The Art of Speed” في صيف هذا العام خلال الفترة من 11 إلى 17 أغسطس، حاملاً معه جديد الفنانتين يانا وسارة، جنباً إلى جنب أعمال جديدة من ملصقات السباقات وتصوير الأزياء، في نسخة تُنتظر أن تكون أكثر حيوية وإغراءً للعيون والمحاور الفكرية.