دبابات أوكرانية تؤجج صراعًا في آسيا: تايلاند تستعمل الـ’T-84 Oplot’ ضد كمبوديا

إيلاف من بانكوك: في تطور خطير للصراع الحدودي المتجدد بين تايلاند وكمبوديا، كشفت تقارير عسكرية عن استخدام الجيش الملكي التايلاندي دبابات أوكرانية متطورة من طراز T-84 Oplot في العمليات القتالية ضد القوات الكمبودية، ما يمثل أول استخدام معروف لهذه الدبابات في ساحة قتال حقيقية.
ووفقًا لما أورده موقع Defence Blog، نقلاً عن وسائل إعلام محلية ومراقبين عسكريين في تايلاند، فقد شاركت الدبابات الأوكرانية في هجوم مباشر على مواقع كمبودية قرب الحدود الشرقية، في إطار تصعيد غير مسبوق.
وكانت تايلاند قد اقتنت 49 دبابة من هذا الطراز من أوكرانيا في عام 2011، في صفقة عسكرية أثارت الجدل حينها بشأن ملاءمة هذه الدبابات للبيئة القتالية الآسيوية.
بدأ التصعيد المسلح صباح الخميس، بعد تبادل لإطلاق النار بين القوات التايلاندية والكمبودية في المناطق الحدودية المتنازع عليها. ووفق مصادر ميدانية، تحوّل الاشتباك بسرعة إلى قصف مدفعي متبادل، استخدمت خلاله كمبوديا راجمات صواريخ “غراد”، مستهدفة مواقع عسكرية ومدنية داخل تايلاند.
وردّت القوات الجوية التايلاندية بشن غارات جوية مركزة على مواقع كمبودية، في ما يبدو أنه أوسع تصعيد منذ سنوات بين البلدين اللذين يتقاسمان حدودًا تمتد لنحو 800 كيلومتر، رسمتها سلطات الاستعمار الفرنسي سابقًا، وتعد مصدرًا دائمًا للتوتر.
وأسفرت المواجهات عن سقوط ضحايا من الجانبين، بينهم مدنيون، حسب ما أفادت صحيفة نيشن المحلية. ووسط تصاعد القتال، أصدرت السلطات التايلاندية أوامر بإجلاء السكان في أربع مقاطعات حدودية مجاورة لكمبوديا، في محاولة لحمايتهم من القصف المدفعي والصاروخي.
وكانت شرارة التصعيد قد اندلعت بعد انفجار لغم أرضي الأربعاء الماضي أسفر عن إصابة 5 جنود تايلانديين، ما دفع بانكوك إلى خفض العلاقات الدبلوماسية مع بنوم بنه، واستدعاء سفيرها، إضافة إلى طرد السفير الكمبودي.
الحدود التايلاندية-الكمبودية، والتي تمتد لنحو 800 كيلومتر، كانت قد رُسمت إلى حد كبير خلال فترة الاستعمار الفرنسي، وهي غالبًا ما تشهد توترات دورية واشتباكات عسكرية متفرقة، أبرزها ما حدث عام 2011 في منطقة معبد برياه فيهير، حيث سقط قتلى وجرحى من الجانبين.
ويرى مراقبون أن إدخال دبابات أوكرانية الصنع إلى الميدان، في ظل الحرب الروسية الأوكرانية الجارية، يضيف بُعدًا دوليًا غير مباشر إلى النزاع المحلي، خصوصًا في ظل التقارير التي تتحدث عن شحنات أسلحة غربية وآسيوية تمت إعادة توجيهها إلى مناطق ساخنة خارج أوكرانيا.