السويداء تحت النفوذ الأمريكي؟ اتفاق غير متوقع يحدد معالم الجنوب السوري الجديد

إيلاف من دمشق: في تطور دراماتيكي قد يغيّر مسار الأحداث في الجنوب السوري، أعلن “المرصد السوري لحقوق الإنسان” عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل، تم بوساطة مباشرة من واشنطن، رغم عدم صدور أي تعليق رسمي من دمشق حتى لحظة إعداد هذا التقرير.
ويكشف تقرير المرصد، نُشر عبر منصة “إكس”، عن بنود اتفاق غير مسبوق، يفترض أن يعيد ترتيب المشهد الأمني في السويداء والقنيطرة ودرعا، أبرزها نقل ملف السويداء بالكامل إلى إشراف أمريكي مباشر، وانسحاب قوات العشائر وقوات الأمن العام من محيط القرى الدرزية.
وبحسب ما نقلته شبكة RT الإخبارية، فإن الاتفاق يضع مسؤولية المتابعة على الجانب الأمريكي، مع تشكيل مجالس محلية من أبناء السويداء لتقديم الخدمات، وتكليف الفصائل الدرزية بتمشيط القرى لضمان خلوها من أي وجود عسكري سواء للعشائر أو لقوات الحكومة السورية.
ومن أبرز البنود أيضاً، نزع السلاح الثقيل من محافظتي القنيطرة ودرعا، وتشكيل لجان أمنية محلية لا تملك أسلحة ثقيلة، بالإضافة إلى حظر دخول أي منظمة تابعة للحكومة السورية إلى السويداء، مع فتح الباب فقط لمنظمات الأمم المتحدة.
هذا الاتفاق جاء بعد لقاء جمع المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توم باراك بمسؤولين سوريين وإسرائيليين في باريس مساء الخميس، في محاولة لاحتواء التصعيد العسكري الأخير الذي هزّ الجنوب السوري.
وتشهد محافظة السويداء منذ 12 يوليو تصعيدًا دموياً غير مسبوق، بعد اندلاع اشتباكات بين مقاتلين دروز ومجموعات من العشائر البدوية مدعومة أحيانًا بعناصر من قوات الأمن. وأدت المعارك، بحسب “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، إلى مقتل ما لا يقل عن 814 شخصاً، بينهم أطفال ونساء، إضافة إلى كوادر طبية وإعلامية، وإصابة أكثر من 903 بجروح متفاوتة.
وكانت إسرائيل قد نفذت سلسلة من الغارات الجوية في جنوب سوريا ودمشق، مدعية أنها تستهدف “الدفاع عن الدروز”، ما أجّج التوترات وزاد من تعقيد المشهد.
ورغم إعلان الحكومة السورية أكثر من مرة عن هدنة ووقف لإطلاق النار، إلا أن العمليات العسكرية لم تتوقف بالكامل، فيما لا تزال السلطات الرسمية السورية تلتزم الصمت تجاه هذا الاتفاق المفاجئ.