هدم وتهجير في مدينة طولكرم

شهدت مدينة طولكرم خلال الأسبوع الماضي موجة هدم واسعة طالت عدداً من منازل المواطنين، نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، ما أدى إلى تهجير مئات العائلات الفلسطينية بشكل مفاجئ وتركها دون مأوى أو خطط بديلة للسكن. وتأتي هذه الحملة ضمن سياسة تصعيدية متواصلة، تزيد من معاناة الأهالي وتفاقم الأزمة الإنسانية في المدينة.
وأفاد فيصل سلامة، رئيس لجنة الخدمات الاجتماعية في المدينة، أن الأوضاع أصبحت “كارثية”، مشيراً إلى عدم وجود أي حلول سكنية حالية تستوعب العائلات المتضررة. وأضاف: “العائلات باتت بلا مأوى، وبعضها يفترش الشوارع أو يعتمد على أقارب في مناطق أخرى. لا توجد خطة واضحة لإعادة الإعمار، وقد يستغرق الأمر وقتاً طويلاً قبل أن يتمكن هؤلاء من العودة إلى بيوتهم أو إعادة بناء حياتهم.”
ويؤكد ناشطون محليون أن عمليات الهدم جرت دون سابق إنذار، وطالت منازل مكتملة صالحة للسكن، ما يعكس إمعان الاحتلال في سياساته العقابية ضد السكان المدنيين. وقد أثارت هذه الحملة موجة غضب واستنكار بين أبناء المدينة، الذين عبّروا عن قلقهم من تزايد الاستهداف الممنهج للبنية السكنية والمجتمعية في طولكرم.
وتعاني المدينة أصلاً من أزمة سكن خانقة، ومع تدمير المزيد من المنازل، تتعمق الفجوة بين الاحتياجات والموارد المتوفرة، في ظل غياب دعم دولي فاعل أو تدخلات إغاثية ملموسة لتوفير مساكن بديلة.
ويرى مراقبون أن ما يحدث في طولكرم ليس حالة معزولة، بل جزء من سياسة ممنهجة تسعى إلى تهجير الفلسطينيين قسراً، وفرض واقع جديد على الأرض. وبينما تستمر المعاناة اليومية للسكان، تتصاعد الدعوات إلى المجتمع الدولي للضغط من أجل وقف هذه الانتهاكات وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين العزل.