توقيع عقود بقيمة 5.6 مليار دولار لإنعاش الاقتصاد السوري

إيلاف من دمشق: في خطوة اعتبرها مراقبون تحوّلًا لافتًا في العلاقات الاقتصادية بين الرياض ودمشق، أعلنت وزارة الاستثمار السعودية أنها بصدد توقيع اتفاقيات استثمارية مع سوريا بقيمة تصل إلى 5.6 مليار دولار، تغطي قطاعات استراتيجية في الدولة التي تسعى للنهوض من آثار الحرب المستمرة منذ أكثر من عقد.

ووصل وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح إلى العاصمة السورية دمشق، يوم الأربعاء، على رأس وفد كبير يضم أكثر من 150 شخصية من ممثلي القطاعين الحكومي والخاص، وذلك لبحث فرص الاستثمار والشراكة، بحسب ما أوردته قناة الإخبارية السعودية ووزارة الاستثمار في بيان رسمي.

ويشارك الفالح في منتدى الاستثمار السوري السعودي 2025، الذي انطلق اليوم الخميس في دمشق، بمشاركة واسعة من رجال الأعمال والمستثمرين من الجانبين. وأوضحت وزارة الاستثمار أن المنتدى سيشهد توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي ستساهم مباشرة في دعم نمو الاقتصاد السوري.

ووفقًا لما جاء في بيان الوزارة، فإن قيمة الاستثمارات المعلنة تبلغ نحو 21 مليار ريال سعودي (ما يعادل 5.6 مليارات دولار)، وتغطي قطاعات تشمل: العقارات، البنية التحتية، الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، النقل والخدمات اللوجستية، الصناعة، السياحة، الطاقة، التجارة، الاستثمار، الرعاية الصحية، الموارد البشرية، والخدمات المالية.

من جانبه، كشف وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى، خلال مؤتمر صحفي، أن المنتدى سيشهد توقيع 44 اتفاقية مع الجانب السعودي، مشيرًا إلى أن القيمة الإجمالية لتلك الاتفاقيات تلامس 6 مليارات دولار، مما يمثل دفعة قوية لجهود دمشق في إعادة الإعمار وجذب الاستثمارات.

كما أفادت وكالة الأنباء السورية “سانا” بأن جدول الزيارة يتضمن إطلاق مشروع “مصنع فيحاء للإسمنت الأبيض” في مدينة عدرا الصناعية بريف دمشق، ضمن باكورة التعاون الصناعي السعودي السوري.

وكان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان قد أكد، خلال زيارة إلى دمشق أواخر مايو الماضي، أن المملكة ستكون في مقدمة الدول الداعمة لسوريا في ملف إعادة الإعمار والنهوض الاقتصادي، ما يشير إلى تحوّل عملي في العلاقات الثنائية بعد عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية العام الماضي.