قذائف وصواريخ وموت على الحدود: معارك ضارية في النزاع الدموي بين كمبوديا وتايلاند

قذائف وصواريخ وموت على الحدود: معارك ضارية في النزاع الدموي بين كمبوديا وتايلاند

إيلاف من بانكوك: اندلعت جولة جديدة من الاشتباكات المسلحة بين القوات الكمبودية والتايلاندية صباح الخميس، في منطقة حدودية متنازع عليها، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، في واحدة من أسوأ موجات التصعيد بين البلدين منذ أكثر من 15 عامًا.

وبحسب ما نقلته العربية.نت عن وكالات دولية، فقد أعلن الجيش التايلاندي أن الضربات الجوية الكمبودية تسببت في مقتل 9 أشخاص، بينهم طفل يبلغ من العمر 8 سنوات، إضافة إلى إصابة 14 آخرين، في مناطق متفرقة من شمال شرق البلاد، بما في ذلك محافظات سيساكيت، سورين، وأوبون راتشاثاني. من جانبها، اتهمت كمبوديا الجيش التايلاندي ببدء الهجوم وانتهاك أراضيها، في حين تبادل الطرفان الاتهامات حول مسؤولية اندلاع القتال.

وزارة الدفاع الكمبودية أكدت في بيان أن الجيش التايلاندي شن هجومًا على مواقع كمبودية قرب الحدود، ما دفع القوات الكمبودية إلى الرد في إطار ما وصفته بـ”الحق المشروع في الدفاع عن النفس”، مشددة على التزامها بالقانون الدولي في صدّ التوغّل التايلاندي.

وفي المقابل، قال الجيش التايلاندي إن الاشتباك بدأ قرابة الساعة 7:35 صباحًا (00:35 بتوقيت غرينيتش) حين رصدت وحدة عسكرية تايلاندية طائرة مسيّرة كمبودية تحلق قرب معبد “تا موين” الحدودي، تبعها اقتراب ستة جنود كمبوديين أحدهم يحمل قذيفة صاروخية، ما دفع القوات التايلاندية لتحذيرهم قبل أن تبدأ النيران من الجانب الكمبودي.

الاشتباكات الدامية تأتي في ظل توتر متصاعد منذ مايو الماضي، حين تحول نزاع طويل الأمد في ما يُعرف بـ”المثلث الزمردي” إلى مواجهة مفتوحة، أسفرت حينها عن مقتل جندي كمبودي. ومنذ ذلك الحين، تكررت الحوادث العسكرية وتبادل الطرفان الردود الانتقامية، مما دفع تايلاند إلى فرض قيود على حركة العبور، فيما علّقت كمبوديا بعض وارداتها من الجارة الغربية.

وفي تصعيد دبلوماسي لافت، قامت بانكوك يوم الأربعاء بطرد السفير الكمبودي واستدعت مبعوثها من بنوم بنه، بعد إصابة أحد جنودها بجروح خطيرة إثر انفجار لغم أرضي قرب المنطقة الحدودية المتوترة. وقالت مصادر حكومية كمبودية لوكالة الصحافة الفرنسية إن أعمال العنف تجدّدت صباح الخميس في محيط معبدين يقعان بين مقاطعة سورين التايلاندية ومقاطعة أودار مينشي الكمبودية.

التصعيد الأخير يفتح الباب على مصراعيه لاحتمال انزلاق الأوضاع إلى مواجهة عسكرية مفتوحة ما لم يتم احتواء النزاع عبر الوسائل الدبلوماسية، خاصة في ظل التداخلات التاريخية المعقدة التي تطبع العلاقة بين الجارتين.