لن نقضي على حماس.. ونحتاج إلى وقف إطلاق نار عاجل!

لن نقضي على حماس.. ونحتاج إلى وقف إطلاق نار عاجل!

إيلاف من تل أبيب: في تحول لافت في خطاب المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، شدد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أيال زامير، على ضرورة التوجه نحو هدنة طويلة الأمد في قطاع غزة، حتى في ظل استمرار وجود حركة حماس وعدم القضاء عليها بالكامل، في إشارة واضحة إلى رغبة الجيش في إنهاء مرحلة الاستنزاف الحالية وبدء مرحلة إعادة البناء.

وجاءت تصريحات زامير خلال أول تقييم شامل للوضع الميداني منذ اندلاع حرب السابع من أكتوبر 2023، وذلك في اجتماع عُقد بقاعدة غليلوت العسكرية بحضور هيئة الأركان العامة وقيادات ميدانية. وأكد زامير أن الجيش “بحاجة إلى استراحة عملياتية”، بعد قرابة عامين من القتال المتواصل، والذي عطل – بحسب قوله – خطط التطوير وإعادة الهيكلة، مشيرًا إلى أن القرار السياسي باستمرار العمليات في غزة مطلع 2025 فرض على الجيش الاستمرار رغم التحديات اللوجستية والقتالية.

الجاهزية في خطر.. والتدريبات معلّقة للسنة الثانية
وكشف زامير أن الجيش لم يُجرِ تدريبات كبيرة بالذخيرة الحية للسنة الثانية على التوالي، لا سيما في الجبهة الشمالية، ما أثر سلبًا على مستوى الجاهزية، داعيًا إلى “العودة إلى الأساسيات”، وجعل رفع الكفاءة القتالية أولوية قصوى خلال العام المقبل. وأضاف: “عام 2026 يجب أن يكون عام الاستعداد وإعادة بناء القوة”، في إشارة إلى سعيه لإعادة التوازن إلى قدرات الجيش بعد فترة استنزاف غير مسبوقة.

وبحسب التقييم السنوي للجيش الإسرائيلي، فإن الحرب الجارية في غزة تُعد الأطول منذ حرب الاستنزاف في السبعينيات، ولم تُحقق نتائج ميدانية حاسمة حتى الآن، رغم ما وُصف بـ”الإنجازات العسكرية” خصوصًا في رفح. وأشار التقرير إلى أن الانسحاب من محور موراج قد يفتح الباب أمام عودة عناصر حماس إلى مناطق سبق أن خضعت للسيطرة الإسرائيلية.

زامير، الذي تولّى منصبه في مارس 2025، أكد أن استمرار الحرب دون رؤية استراتيجية واضحة أو دعم شعبي واسع يضع الجيش أمام تحديات كبيرة، داعيًا إلى مراجعة أهداف العمليات القتالية في غزة، والتفكير في استراتيجية أكثر استدامة، تتجاوز الإطار العسكري إلى ما هو سياسي وأمني على المدى الطويل.

وحذر رئيس الأركان من مخاطر تمس تماسك الجيش الإسرائيلي من الداخل، مشيرًا إلى تصاعد التوتر داخل المؤسسة العسكرية نتيجة الإرهاق القتالي وغياب خطة خروج واضحة. كما شدد على ضرورة الاستمرار في سياسة “الدفاع عبر الهجوم” في غزة، جنوب لبنان، والجولان السوري المحتل، ضمن سياسة ردع تمتد خارج الحدود التقليدية.

وفي ختام تقييمه، أكد زامير أن التحولات التكتيكية والتنظيمية في جماعات مثل حماس وحزب الله تستدعي ضخ استثمارات جديدة في قدرات الجيش الاستخباراتية والتكنولوجية، معلنًا نية الجيش تأسيس إدارة تدريب جديدة لتوظيف الدروس المستخلصة من الحرب.

وتأتي هذه التصريحات في ظل استمرار المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، ويعتقد مراقبون أن تصريحات زامير تعكس اتجاهًا داخل المؤسسة العسكرية نحو إنهاء حالة الاستنزاف والتوجه إلى مرحلة من التهدئة المنظمة، مع الحفاظ على المكاسب الميدانية.