“أوميغا-3” كعلاج فعال لنوبات الصداع المزمن!

إيلاف من واشنطن: في تطور لافت على صعيد علاج الصداع المزمن، كشفت دراسة أميركية حديثة أن اتباع نظام غذائي غني بأحماض “أوميغا-3” الدهنية قد يساهم بشكل فعّال في خفض شدة وتكرار نوبات الصداع، خاصة لدى المصابين بما يُعرف بـ”صداع ما بعد الصدمة”، وهو النوع المرتبط غالبًا بإصابات الرأس.
ونُشرت نتائج الدراسة في مجلة Journal of Neurotrauma العلمية، حيث قام فريق من الباحثين بإخضاع 122 مشاركًا يعانون من صداع ما بعد الصدمة لتجربة غذائية امتدت 12 أسبوعًا، تم تقسيمهم خلالها إلى مجموعتين: الأولى تلقت نظامًا غذائيًا تقليديًا يحتوي على نسب معتادة من أحماض “أوميغا-3” و”أوميغا-6″، بينما تلقت المجموعة الثانية نظامًا غذائيًا غنيًا بأحماض “أوميغا-3” ومنخفضًا في أحماض “أوميغا-6”.
نتائج مدهشة بعد 3 أشهر فقط
النتائج كانت لافتة: انخفض عدد أيام الصداع بمعدل يومين في الشهر لدى أفراد المجموعة التي اعتمدت على نسب أعلى من “أوميغا-3″، كما سجلوا انخفاضًا بنسبة 30% في معدلات الألم مقارنة بالمجموعة الأخرى. علاوة على ذلك، أظهرت تحاليل الدم ارتفاعًا في المؤشرات المضادة للالتهاب، ما يشير إلى تأثير بيولوجي مباشر لهذه الأحماض على الجهاز العصبي.
ويُفسّر الباحثون هذه النتائج بقدرة أحماض “أوميغا-3” على تهدئة العمليات الالتهابية في الجسم، وهو ما يُعد عاملاً أساسيًا في نشوء وتفاقم نوبات الصداع، لاسيما في الحالات التي تتبع إصابات دماغية طفيفة.
اختلال توازن “أوميغا”: العدو الخفي في غذائنا
وتُشير الدراسة، نقلاً عن الموقع الروسي لينتا.رو، إلى أن أجسامنا لا تستطيع إنتاج أحماض “أوميغا” الدهنية ذاتيًا، بل تعتمد على الغذاء كمصدر أساسي. وفي حين أن “أوميغا-6” تتوفر بكثرة في الأطعمة المُصنعة والحلويات واللحوم الجاهزة، فإن الإفراط في تناولها دون توازن مع “أوميغا-3” قد يؤدي إلى تفشي العمليات الالتهابية داخل الجسم.
على النقيض، تُعد الأسماك الدهنية مثل السلمون والسردين، إلى جانب بذور الكتان والجوز وبعض المكسرات، من أغنى مصادر “أوميغا-3″، والتي ترتبط بفوائد متعددة تشمل دعم صحة القلب والدماغ، وتعزيز المناعة، وتحسين وظائف الجلد والشعر.
أمل جديد في علاج صداع بلا دواء
ويرى القائمون على الدراسة أن النظام الغذائي يمكن أن يتحول إلى خط دفاع أول في مواجهة الصداع المزمن، خصوصًا مع عدم توفر علاجات دوائية فعالة لصداع ما بعد الصدمة حتى اليوم. ويؤكد الباحثون أن اعتماد حمية غذائية غنية بـ”أوميغا-3″ لا يمنح فقط فرصة لتخفيف الألم، بل يشكّل خيارًا آمنًا وطبيعيًا، دون آثار جانبية مقلقة.