بريطاني يهودي مُدان بتهمة محاولة تسريب معلومات لروسيا بتوجيهات من إسرائيل

بريطاني يهودي مُدان بتهمة محاولة تسريب معلومات لروسيا بتوجيهات من إسرائيل

إيلاف من لندن: في قضية تجسّدت فيها ملامح لعبة استخبارات دولية معقدة، أُدين المواطن البريطاني هوارد مايكل فيليبس (65 عامًا) بتهمة محاولة تقديم معلومات سرية لجهاز استخبارات أجنبي، بعدما سعى للكشف عن بيانات حساسة تتعلق بوزير الدفاع البريطاني السابق غرانت شابس، لصالح الاستخبارات الروسية، مدعيًا أن تحركه جاء بناءً على أوامر إسرائيلية.

ووفقًا لبيان رسمي صدر عن شرطة سكوتلاند يارد، فإن الرجل تواصل خلال محاولته هذه مع شخصين ظنهما عميلين تابعين لروسيا، لكن تبين لاحقًا أنهما في الواقع ضابطا شرطة بريطانيان كانا يعملان ضمن عملية سرية لكشف الاختراقات الأمنية.

المتهم، الذي كان حينها يسعى للالتحاق بجهاز حرس الحدود البريطاني، عرض على “العميلين” تزويدهم بمعلومات مقابل مبلغ مالي، تشمل رقم هاتف شابس وتفاصيل طائرته الخاصة، علمًا بأن شابس تولّى حقيبة الدفاع بين أغسطس 2023 ويوليو 2024، في واحدة من أكثر فترات السياسة الخارجية البريطانية اضطرابًا بسبب الحرب في غزة.

لكن فيليبس قدّم رواية مختلفة تمامًا خلال محاكمته أمام المحكمة الملكية في وينشستر، إذ زعم أنه كان يعمل لصالح إسرائيل، وأن هدفه من العملية كان “استدراج الروس إلى فخ”، ثم فضحهم، دعمًا لصورة إسرائيل في الإعلام البريطاني، والتي تأثرت سلبًا، بحسب تعبيره، بـ”الحملة الإعلامية ضد العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة”.

وأضاف المتهم، الذي ينحدر من أصول يهودية، أنه لم يقتصر على محاولة الاتصال بالروس، بل أرسل أيضًا عروض تعاون إلى سفارات إيران والصين في لندن، وهي خطوة أثارت مزيدًا من الشبهات حول دوافعه الحقيقية.

وبعد أسبوعين من جلسات الاستماع، خلصت هيئة المحلفين إلى إدانة فيليبس بانتهاك قانون الأمن القومي البريطاني، فيما يُنتظر أن تصدر المحكمة حكمها النهائي عليه في وقت لاحق، وسط ترقب حول ما إذا كان سيتعامل معه القضاء كجاسوس خائن، أم كهاوٍ ارتكب خطأً فادحًا في لعبة أكبر منه.