تقنية صوتية مبتكرة تقلل الضغط على خدمات الطوارئ الهاتفية في الولايات المتحدة

تقنية صوتية مبتكرة تقلل الضغط على خدمات الطوارئ الهاتفية في الولايات المتحدة

إيلاف من سان فرانسيسكو: في لحظة قد تكون فارقة بين الحياة والموت يتلقى مركز الطوارئ 911 مكالمة تقول الكلب ينبح طوال الليل ولا أستطيع النوم… مكالمة مثل هذه رغم بساطتها قد تؤخر استجابة طاقم إسعاف لطفل فقد وعيه في حي مجاور.

في 21 يوليو 2025 أعلنت شركة Hyper الأميركية الناشئة عن جمع تمويل قدره 6.3 ملايين دولار لتطوير أداة ذكاء اصطناعي صوتية هدفها ليس الترفيه أو المحادثة بل إنقاذ الوقت وربما الأرواح. المشروع الذي تقوده Hyper يسعى إلى استخدام الصوت الاصطناعي للرد على مكالمات 911 التي تُصنّف كـ “غير طارئة” مثل الشكاوى عن الضوضاء أو الحيوانات الأليفة أو الجيران والتي تشكل بحسب جهات حكومية نسبة كبيرة من الضغط اليومي على أنظمة الطوارئ.

المؤسس Ben Sanders الذي كان يحلم منذ صغره بالانضمام إلى الشرطة قال في مقابلة مع موقع TechCrunch إن النظام الجديد لا يحل محل الإنسان بل يُفرغه لما هو أهم. النموذج المطور يُحلل صوت المتصل ونبرة حديثه ومحتوى شكواه ثم يقرر هل هذه مكالمة تستدعي التدخل البشري الفوري أم يمكن الرد عليها تلقائيًا بصوت افتراضي مبرمج.

ببساطة إذا كانت المكالمة غير حرجة يتولى الذكاء الاصطناعي الرد الآلي ويوجه المتصل بهدوء إلى خيارات مناسبة دون إشغال الخط. أما إذا رصدت المنصة كلمات مثل “نزيف” “لا يتنفس” أو نبرة صوت مضطربة تُنقل المكالمة فورًا إلى موظف بشري.

هذه التقنية تأتي في وقت أصبحت فيه أنظمة الطوارئ في الولايات المتحدة تواجه ضغوطًا كبيرة خاصة في المدن الكبرى. ووفقًا لإحصائية نشرتها إدارة الطوارئ في كاليفورنيا فإن أكثر من 38٪ من مكالمات 911 المسجلة خلال عام 2024 لم تكن تستدعي تدخلا طارئا.

تمويل المشروع قادته شركة Eniac Ventures وهو يشكل جزءًا من توجه جديد في وادي السيليكون حيث لم يعد الذكاء الاصطناعي يُستخدم فقط لتحسين أداء التطبيقات بل لإعادة تصميم كيفية تفاعل الحكومات والخدمات العامة مع المواطن.

من المهم الإشارة إلى أن هذا المشروع لا يزال في مراحله الأولية لكنه قُدّم بالفعل في نموذج تجريبي داخل بعض مراكز الاتصالات في مقاطعة سانتا كلارا بكاليفورنيا ويُتوقع أن يتم اختباره على نطاق أوسع قبل نهاية عام 2025.

وقد يبدو في البداية أن هذا النظام غير إنساني لكن بنظرة واقعية حين تُصبح الآلة أداة لتقليل العبء وإنقاذ الدقائق الحرجة فقد تكون فعلاً أكثر إنسانية مما نظن.