لماذا أهدى قائد الطيران المصري هدية ثمينة لنتانياهو؟

لماذا أهدى قائد الطيران المصري هدية ثمينة لنتانياهو؟

إيلاف من تل أبيب: كشفت قائمة موسعة نشرها مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، بموجب قانون حرية المعلومات، أن الأخير تلقى منذ عام 2017 ما مجموعه 1057 هدية خلال زياراته الرسمية، في خطوة غير مسبوقة تمثل أول جرد شامل للهدايا التي استلمها نتنياهو خلال السنوات الثماني الماضية.

وجاء هذا الإفصاح بعد سنوات من التعتيم الجزئي، حيث كانت البيانات السابقة تُنشر بشكل محدود وتُحجب بعض تفاصيلها، خاصة خلال فترات خضوع نتانياهو لتحقيقات جنائية.

وقد أهدى قائد سلاح الجو المصري مجموعة شطرنج بقطع على هيئة شخصيات فرعونية، وتمثالا لزوجة فرعون، وصناديق لحفظ المجوهرات، ومجموعة أكواب للشرب. وقد أثارت هذه الهدية تساؤلات عدة حول خلفياتها خاصة والتوتر المتواصل بين مصر وإسرائيل حول القضايا الإقليمية.

كما قدّم رئيس فرنسا تماثيل فضية متطابقة، في حين أهدى حاكم ولاية آيوا ساعة خشبية صغيرة. وتلقى نتنياهو أيضا قلما من ماركة Dupont الفرنسية.

وبحسب ما أفادت به قناة RT، لم تقتصر قائمة الهدايا على نتانياهو وحده، بل تضمنت أيضًا 193 هدية تلقاها رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت، و23 هدية قدمت إلى خليفته يائير لابيد. وتنوعت الهدايا بين الرمزية والثمينة، بينها ساعات وتماثيل وشوكولاتة فاخرة ومشروبات كحولية ومجوهرات، قدمت من زعماء دول وسفراء وشخصيات رسمية.

تضمنت بعض الهدايا اللافتة التي تلقاها نتانياهو ساعة رخامية ضخمة من رئيس كازاخستان، ومنحوتات شوكولاتة على شكل تماثيل من السفير الأميركي سام فوكس وزوجته، وضُمنت تلك الشوكولاتة ضمن بند “أمن الدولة” من دون توضيحات. كما تلقى مستشاره الأقدم آنذاك، يتسحاق مولخو، هدايا من السفير الروسي شملت زجاجة شمبانيا من نوع Moët وفودكا Beluga وعلب شوكولاتة، وقد تم تسليمها جميعًا إلى القائم على الحفظ، ما يعني أنها لم تُستخدم لأغراض شخصية.

الهدايا لم تخلُ من الطرافة أو الغرابة، فقد تلقى نتانياهو تمثالًا لبوذا مرصعًا، وسجادة كردية صغيرة، وقلادة مزينة بأحجار حمراء من جنرال مصري، وتمثالا لخنزيرين من حاكم كيبيك—وهو ما يعتبر غير مناسب دينيًا في السياق الإسرائيلي. كما حصل على أدوات عناية شخصية من السفير الأميركي ديفيد فريدمان، وروبوت من وزير خارجية اليابان، ونموذج لسفينة فضية من سلطنة عمان، وسيف مزخرف بشعار الجيش الإسرائيلي من رئيس الأركان السابق أفيف كوخافي.

الملفت أيضًا أن بعض الهدايا صُنفت على أنها قُدمت عبر جهات أمنية أو استخباراتية مثل مجلس الأمن القومي، ما يزيد من غموض مصادرها ومآلاتها. وشملت القائمة أيضا سلامي كوشير من مجتمعات أرثوذكسية، وأقلام فاخرة من إيطاليا، وأزرار أكمام مرصعة، ووشاحا تقليديا هنديا، وصحونا فضية ومجسمات حمائم من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.

النطاق الواسع للهدايا وكثافتها يثيران أسئلة حول آلية تصنيفها وتخزينها، وأيضا بشأن مدى تأثيرها المحتمل على السلوك السياسي أو الدبلوماسي. ورغم أن بعض هذه الهدايا تُسلم عادة لـ”القائم على الحفظ” وفقاً للبروتوكولات، إلا أن تاريخ نتنياهو مع الهدايا سبق أن خضع لتدقيق قضائي، ولا سيما في ما يُعرف بـ”القضية 1000″ المتعلقة بتلقيه وزوجته هدايا ثمينة من رجال أعمال أثرياء.