“زر” واحد خلق لحظة تاريخية من الخوف.

إيلاف من سان فرانسيسكو: بضغطة زر واحدة فقط، تحوّلت لحظة هادئة إلى موجة من الذعر اجتاحت ولاية كاملة. لم يكن إنذارًا تدريبيًا، بل رسالة صادمة ظهرت على هواتف الجميع، تقول إن صاروخًا نوويًا في طريقه إليهم. لا مجال للتفكير، لا وقت للتأكّد، فقط حالة طوارئ افتراضية أربكت الواقع.
في 13 يناير 2018، وبينما كان سكان هاواي يستمتعون بصباحهم، ظهر على شاشات هواتفهم إشعار أحمر يقول:
BALLISTIC MISSILE THREAT INBOUND TO HAWAII, SEEK IMMEDIATE SHELTER. THIS IS NOT A DRILL
(تهديد صاروخي باليستي متجه إلى هاواي. ابحث عن مأوى فورًا. هذا ليس تدريبًا.)
في أقل من دقيقة، توقّفت الحياة كما يعرفها الجميع. انطلقت السيارات بلا وجهة، أُغلقت المدارس والمحال، واختبأت العائلات في الحمّامات وتحت الطاولات، وكل هذا… بسبب زر واحد.
الخطأ؟ موظف في وكالة الطوارئ بالولاية ضغط الخيار الخطأ في واجهة نظام الإنذار، فاختار “رسالة حقيقية” بدلًا من “تجريبية”. ما كان يفترض أن يكون تدريبًا داخليًا تحوّل إلى كابوس جماعي دام 38 دقيقة، قبل أن يتم تصحيح الإنذار برسالة ثانية تؤكّد أنه كان عن طريق الخطأ.
لم تُسجّل إصابات جسدية، لكن التأثير النفسي كان عميقًا. عشرات التقارير توثّق مشاعر الرعب، الانهيار، وحتى الوصايا التي سُجّلت بالصوت والفيديو ظنًا أن النهاية اقتربت. أما التحقيق الرسمي، فأكد أن سوء تصميم النظام وسهولة الضغط على “الزر الخطأ” كانا وراء الحادث.
هذه الحكاية لا تسرد قصة كارثة نووية حقيقية، بل تذكّرنا بقوة الأزرار الصغيرة… وكيف أن واجهة واحدة، إن لم تكن مصمّمة بعناية، قد تُطلق العنان لفوضى حقيقية. ليس الذكاء الاصطناعي هو الخطر دائمًا، بل قرارات بشرية بلا مراجعة.
ففي عالم رقمي سريع، نحتاج أن نعيد التفكير: هل الزر الذي نضغطه… واضح بما يكفي؟
وهل توجد خطوة ثانية، لحظة تأكيد، سؤال بسيط يقول: “هل أنت متأكد أنك تريد تفعيل هذا الخيار؟”
قد تبدو جملة عادية، لكنها أحيانًا… الفاصل بين الطمأنينة والفوضى.