قوة سورية خاصة لوقف النزاعات الطائفية

قوة سورية خاصة لوقف النزاعات الطائفية

إيلاف من لندن: أعلنت الرئاسة السورية عن تشكيلها لقوة عمل خاصة لمحاولة وقف الاشتباكات الطائفية المستمرة منذ قرابة أسبوع في مدينة السويداء الدرزية جنوب البلاد.

ودعت الرئاسة جميع الأطراف إلى ضبط النفس، وقالت إنها تبذل جهودًا حثيثة “لوقف القتال والحد من الانتهاكات التي تهدد أمن المواطنين وسلامة المجتمع”.

وقد أدى تصاعد العنف إلى اتهام إسرائيل لقوات الحكومة السورية بارتكاب مجزرة بحق الدروز في السويداء.

مقتل المئات

وأدت الغارات الجوية الإسرائيلية التي تلت ذلك إلى مقتل المئات من القوات الحكومية، بالإضافة إلى مدنيين.

وبحلول صباح السبت، أكد المبعوث الأميريكي الخاص إلى سوريا، توم باراك، وقف إطلاق النار، حيث نشر على موقع X أن الرئيس السوري أحمد الشرع ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتفقا على وقف إطلاق نار بدعم من وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو.

وأضاف المنشور أن هذا الاتفاق يحظى بدعم “تركيا والأردن وجيرانهما”، ودعا الدروز والبدو والفصائل السنية إلى إلقاء أسلحتهم. في وقت لاحق، أعلنت الرئاسة السورية وقف إطلاق نار فوري وشامل عقب إراقة الدماء في المنطقة ذات الأغلبية الدرزية.

ويهدف الاتفاق الذي تم التوصل إليه مؤخرًا إلى إنهاء أعمال القتل الطائفية واستعادة نوع من الاستقرار في بلد يخرج من حرب أهلية دامت أكثر من عقد.

وقال تقرير لمراسلة قناة (سكاي نيوز) الخاصة أليكس كروفورد، من مكان ما على الطريق المؤدي إلى السويداء، المدينة التي أصبحت بؤرة العنف الطائفي في سوريا: على مدار الأربع والعشرين ساعة الماضية، شاهدنا القبائل العربية السورية المتعددة وهي تحشد قواتها في محافظة السويداء للدفاع عن إخوانهم البدو.

واضاف التقرير: سافر الآلاف من مناطق سورية مختلفة ووصلوا إلى أطراف مدينة السويداء بحلول ليلة الجمعة بعد يوم من الاشتباكات العنيفة وعمليات القتل شبه المتواصلة.

بين الارهاب والنهب

قالوا لنا: “لقد جئنا لحماية نساء وأطفال البدو [العرب] الذين يُرهبونهم الدروز”.

أُحرق أو نُهبت كل متجر وكل منزل في الشوارع المؤدية إلى مدينة السويداء، ودُمرت محتوياته أو نُهبت.

وأضافت المراسلة: رأينا مقاتلين من العشائر يُحمّلون شاحنات صغيرة بالبضائع المنهوبة من منازل الدروز، ويغادرون المدينة بسيارات مليئة بالبضائع المنهوبة.

ونُشرت عدة مقاطع فيديو على الإنترنت تُظهر أعمال عنف ضد الدروز، من بينها مقطع يُجبر فيه مقاتلون من العشائر ثلاثة رجال على إلقاء أنفسهم من شرفة شاهقة، ويُطلق عليهم النار أثناء قيامهم بذلك.

وأفاد أطباء في مستشفى بصر الحرير المحلي القريب بتدفق مستمر للضحايا. وبينما كنا نشاهد، نُقل مقاتل آخر من سيارة إسعاف.

وقدّر المسعفون عدد القتلى في منطقتهم وحدها بأكثر من 600 قتيل. وقال لنا أحد الأطباء: “كان أصغر طفل قُتل رضيعًا يبلغ من العمر عامًا ونصف”.يُعدّ هذا العنف أخطر اندلاع للاشتباكات الطائفية منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي، وأخطر تحدٍّ يواجهه الزعيم الجديد أحمد الشرع.